وصل سلطان عُمان قابوس بن سعيد، الوحيد من القادة الخليجيين الذي يقيم علاقات طيبة مع ايران، الاحد الى طهران في زيارة سيركز خلالها على المسائل الاقتصادية والدبلوماسية، وفق ما اعلنت السلطات الايرانية. ولعبت عُمان مرارا خلال السنوات الاخيرة دور الوسيط بين ايران والدول الغربية ما اتاح خصوصا الافراج عن عدة مواطنين اميركيين لا سيما ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين ايران والولايات المتحدة منذ 1980. كذلك تمثل مسقط المصالح الايرانية في بريطانيا منذ اغلاق السفارة الايرانية في لندن اثر هجوم على البعثة البريطانية في طهران في تشرين الثاني/نوفمبر 2011. وسلطنة عُمان عضو في مجلس التعاون الخليجي الذي تتسم علاقاته مع ايران الشيعية بالتوتر اذ يتهمها بالتدخل في شؤونه الداخلية، وتدهورت تلك العلاقات مؤخرا بسبب دعم طهران لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. والسلطان قابوس هو اول رئيس دولة اجنبي ينزل ضيفا على الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني منذ توليه مهامه في الثالث من اب/اغسطس، وقد اعرب بعد بقليل من انتخابه عن رغبته في "تعزيز العلاقات مع دول الجوار" وخصوصا في الخليج. واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس ارقشي ان "المحور الاساسي في المفاوضات هو تعزيز التعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة". ونقلت عنه وكالة الانباء ايرنا الرسمية قوله انه سيجري خلال الزيارة التي ستدوم يومين بحث "الملفات الاقليمية والدولية وخصوصا مصر وسوريا". وافادت وسائل الاعلام الايرانية استنادا الى مصادر دبلوماسية عمانية ان مسقط ترغب في تعزيز موقعها كوسيط مفضل بين طهران والغربيين، وقال وزير الخارجية الايراني الجديد محمد جواد ظريف "لسنا نعلم اذا كان (السلطان قابوس) يحمل رسالة (من واشنطن) لكننا مستعدون للتباحث في المواضيع" التي يريد التطرق اليها. وفضلا عن روحاني سيلتقي السلطان قابوس ايضا المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي ووزير الخارجية الجديد محمد جواد ظريف ورئيس البرلمان علي لاريجاني والرئيس المعتدل السابق اكبر هاشمي رفسنجاني. وفي مجال الطاقة يتوقع ان يستأنف البلدان المفاوضات حول تصدير الغاز والنفط الايرانيين الى عُمان وتطوير حقول غاز مشتركة في عرض البحر وفق وسائل الاعلام، وفي 2009 وقع البلدان اتفاقا لبناء انبوب غاز مشترك تحت البحر يبلغ طوله 200 كلم بين ايران وسلطنة عمان.