يقال عن تبعية العلاقات الإنسانية: (إذا رضوا عن فلان رضيتَ عنه، وإذا سخطوا على فلان سخطتَ عليه). ومن هنا تعرف نفسك أنك تتبع أحداً في علاقاتك مع الآخرين وأنك تدور في دائرته وتابع له! ولا أحكم على هذه التبعية بضعف شخصية التابع أو قوة المتبوع ولكن أدرك بأن بعض هذه العلاقات سامة ومهينة ومجحفة أيضاَ. يجب أن يدرك المرء أن علاقته بالآخرين تخصه هو ولاتخص الأشخاص المحيطين به فهو يكوّن علاقته وفق مايشعر به ويراه ويفطن له ويتعامل مع هذه العلاقة وفق التصرفات الظاهرة له والمشاعر المتبادلة. ولكل واحد منّا شخصيته وحياته ومشاعره وأسلوبه واختيارته في الحياة وله الحرية الكاملة في تكوين العلاقات؛ إلا إذا كان شخص غير قادر في تكوين علاقة ما بسبب تبعيته أو ضعف شخصيته أو تخوفه أو غيرها من الأسباب. ولو أدرك الفرد مدى خطورة تبعيته وأنه يقاد هو واختياراته لما تحرك خطوة نحو متبوعه وما جعل نفسه تابعاً لأحد! وأتخذ قراراته في العلاقات التي يريدها ولو خسر الكثير ممن حوله فالقضية ليست محبة وود بل حريتك الشخصية ومنهجك في العلاقات! فلك علاقاتك ولمن حولك علاقاتهم ولو تصادمت العلاقات فلا يعني إنقاص ود وإنبات ضغائن بل لكل منهم قدره ومكانته ولاشأن لك فيما بينهم مادمت متصالح مع الجميع تحمل الحب والود وترفض التبعية! ولندرك أن في التبعية ذل لشخصك وظلم لغيرك! فالحكم على الآخرين لا يقاس بالسماع عنهم بل بالتعامل والمعاشرة والمواقف الحاصلة منهم ولاتكن إمعة في علاقاتك تتبع مشاعر غيرك وعلاقاتهم بل اتبع مشاعرك وفكرك! إدارة العلاقات المعقدة بفطنة وذكاء وعدل لا يستطيعها من يفقد الثقة بنفسه وقدراته ولا يقدر عليها من كان تابع لمتبوع تسلط عليه فصار رهن إشارته! أخيراً : العلاقات التي منهجها التبعية هي في بداية الأمر ذل وفي نهايته طمس ذات !