✒تعتبر الأسرة هي مهد التربية و تشكيل شخصية الأبناء ، فالأسرة هي اللبنة الأولى التي يبدأ يتعلم فيها الأبناء القيم الدينية و الأخلاقية و السلوكية فهي من تُخرج جيل يتميز بالمسؤولية فينفع دينه و نفسه و وطنه و مجتمه . إن للتربية قواعد أساسية على الوالدين الاهتمام بها و الحرص عليها لتربية الأبناء بشكل صحيح و غرس القيم في نفوسهم منذ الصغر لأهمية هذة المرحلة العمرية فهي القاعدة الأولى التي يُبنى عليها باقي مراحل العمر ، وهي على النحو التالي: 1/ التوحيد : قال صل الله عليه وسلم ( كل مولد يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) رواة البخاري ومسلم . المقصود بالفطرة هنا (التوحيد) ، فمن خلال الحديث نرى مدى أهمية و تأثير دور الوالدين في تربية الأبناء على الدين ، لذا يجب أن يحرصا على غرسه في نفوسهم منذ الصغر وإيضا تربيتهم على المراقبة الذاتية لله، وكذلك تربيتهم على الإعتماد على الله و حسن التوكل عليه مع الأخذ بالأسباب وربط ذلك في واقعهم ؛ على سيبل المثال جائحة كورونا التي ابُتلى العالم بها نغرس في نفوسهم أنها من أقدار الله وأن فيها الخير الكثير حتى لو ظاهرها عكس ذلك مع هذا الإيمان نأخذ بالأسباب و منها الاحترازات التي أوصت بها وزارة الصحة للحماية من شر هذا الوباء . 2/ القدوة : معنى ( قدوة ) هي أن يكون المربي مثالا يُحتذى به في الأفعال والتصرفات ، لذا تعتبر القدوة من أقوى طرق التربية في غرس القيم الإسلامية والأخلاقية و السلوكية في نفوس الأبناء ، لذا لابد أن يكونا الوالدين خير قدوة لأبنائهما . فالقدوة لها تأثير عجيب خاصة في مرحلة الطفولة فهم يتعلمون كل شيء من الوالدين ، و تتميز بأنها تختصر الكثير من التوجيه و النصح ، لذا لابد أن يرى الأبناء تطبيق حقيقيا لهذة القيم في بيئة المنزل قولا و فعلا من خلال تعامل و سلوك الوالدين . فعن عبد الله بن أبي بكرة - رحمه الله - قال: (قلت لأبي: يا أبت ، أسمعك تقول كل غداةٍ : "اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت"، تكرِّرُها ثلاثا حين تصبح ، وثلاثا حين تمسي؟! فقال: يا بني، إني سمعتُ رسول الله - صل الله عليه وسلم - يدعو بهن، فأنا أحب أن أَسْتَن بِسُنَّته) رواه البخاري . 3/ الحوار : على الوالدين تعزيز مبدأ الحوار الهادف حتى يستطيعان تحقيق الآمان الأسري الذي يسوده العطف ، المحبة، العدل ، الألفاظ الجميلة ، التعامل الراقي ، الاحترام ، التقدير ، لين الجانب ، فهذة الأمور التي يولدها الحوار الهادف الجميل تنعكس على حياة الأبناء بأن تجعلهم أشخاصا أصحاء نفسيا و عقليا و روحيا . 4/ الدعاء : أعظم وسائل الإصلاح للأبناء مع الأخذ بالأسباب ، قال صل الله عليه وسلم ( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر ، و دعوة الوالد لولده ) رواه ابن ماجه . ولحسن تربية الأبناء مكاسب عظيمة وهي كالتالي : 1/ الأبناء زينة و نعمة قال الله تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) سورة الكهف ، لذا على الوالدين أن يحسنا تربية أبنائهما حتى يستطيعا أن يستمتعا ببرهم لهما في الدنيا و الآخرة . 2/ دخول الجنة و الحجب من النار لمن رزق بالبنات قال صل الله عليه وسلم (*ما من رجل تدرك له ابنتان ، فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة) رواه ابن ماجه . قال صل الله عليه وسلم ( من ولي ابنتان فأحسن إليهن كنا له سترا من النار ) رواه البخاري . 3/ أنهم سببا لإستمرار الأعمال الصالحة للإنسان بعد وفاته ، قال صل الله عليه وسلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم . في الختام : على الوالدين أن يحسنا تربية ابنائهما على قدر طاقتهما و في حدود استطاعتهما و أن يتقيا الله فيهم فهما مسؤولان عنهم أمام الله يوم القيامة . قال صل الله عليه وسلم ( كلكم راعٍ و مسؤول عن رعيته ..) رواه البخاري . ---------------------- بقلم الكاتبة : مها الجهني