تعلمون حفظكم الله أن تاريخ الإنسان والمكان قسمين الأول هو التاريخ القديم المدون كتابة من خلال مؤرخين ثقاة جابوا الأمصار ونقلوا وصفاً دقيقاً للأحداث التي مرت بالامكنة والوضع الاجتماعي والاقتصادي لأهلها عبر مراحل من الزمن، الثاني هو التاريخ المحكي الذي يعتمد على المشافهة من خلال الرواة ولكن الجزء الثاني من التاريخ غير دقيق البتة كونه تعرض لكثير من التحريف عبر المراحل التاريخية إما للنقص أو للزيادة لأسباب كثيرة لا تخفاكم كضعف ذاكرة الرواة لتلك الروايا أو للميول القبلية وانتمائهم للمكان فيحذفون من تاريخ المشافهة ما يرون إنه لا يناسب انتمائهم ويضيفون ما يعزز هذا الانتماء بالقبيلة والمكان دون مراعاة للأمانة ولمشاعر الغير ما جعل تاريخ المشافهة يصل إلينا وإلى الأجيال التي بعدنا تاريخ أعرج يسير على عكازات رثة لا نعتمد عليها كمصدر تاريخي فيما نرى أن التاريخ المدون قد تعرض لبعض التحريف من بعض أدعياء التاريخ المحدثين وخاصة في مجال الأنساب وتحريف بعض الأحداث وهذه طامة كبرى يجب التصدي لها من المختصين في التاريخ والانساب بما يضمن سلامة التاريخ من الطفيليون الذين يحاولون لوي عنق الحقيقة وفق توجهاتهم وجهلهم ولنا امل بعد الله في الأستاذ الدكتور محمد آل زلفة ورفقائه من الاكاديميون الثقاة التصدي لهؤلاء العبثيون بكشف تلاعبهم بتاريخ الإنسان والامكنة والأحداث فقد عرفت في ال زلفة النزاهة والصدق وشجاعة القول والأمانة.