ما أرخص دماء المسلمين..! كم تساوي في سوق النخاسة الغربية..؟ .. لا أعتقد أنها أكثر من قيمة حفنة تراب، أو قيمة شربة ماء..!! ***** .. دماء المسلمين في هذا العالم هانت، وأصبحت هي الأرخص ثمناً بين كل تلك الدماء النابضة في العروق.. بل قد تكون الدماء الوحيدة التي لا قيمة لها..!! ***** .. ابتلَعوا دولاً وأسقَطوا دولاً، وقتلوا الملايين، وهجَّروا الملايين ولم يسأل أحد، وتقوم الدنيا لقطرة دم غربي..!! ***** .. وجمر الأسئلة التي تسامق قمة إفرست: مَنْ أرخصَها؟، من المتسبب؟، ما السرُّ في كل هذا الهوان..؟! ***** .. نحن (يا سادة) الذين أرخصنا دماءنا وليس غيرنا.. الغرب فقط يحصد نتائج خيباتنا وحماقاتنا..!! ***** .. نحن (ياسادة) أسودُ الشَّرَى على بعضنا، وجبناء النعَّام على غيرنا.. وهذه ورقة التوت والدم الأحمر التي تساقطنا بها، واستغلها الغرب كما يشاء ويشتهي..!. ***** .. حادثة المسجدين في نيوزيلندا وإزهاق أرواح 49 قتيلاً داخل بيوت الله -وبهكذا طريقة-، ألهبت مشاعرنا وحرَّكت فينا المواجع، ولابد أن تجعلنا نقف أمام الكثير من الأحداث والنتائج لما يحدث لنا وعلينا، في هذا الغرب المملوء ضدنا كراهية عبر مراحل التاريخ المتعاقبة..!! ***** .. رغم كل هذا التماهي في خلق «جاذبية» التقارب الشرقي الغربي، لكن يظل الشرق شرقاً والغرب غرباً بكل المفارقات شئنا أم أبينا..!! ***** .. القضية ليست في حوار أديان بقدر ماهي في صراع شعوب وحضارات..!! ***** .. ومنذ الحروب الصليبية وموجة الاستعمار وأحداثها الدامية وحتى حادثة البرجين وما بينها وما سيتلوها، كلها تؤكد أن القضية هي قضية فكر مغلوط وليست بالأديان نفسها..!! ***** .. بل والآن الوضع يبدو أكثر خطراً مع تنامي ما يسمى (بالإسلاموفوبيا) في أوروبا وأمريكا..!! ***** .. لقد شهدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والنمسا وبلجيكا وغيرها من دول أوروبا الكثير من حوادث الاعتداء والعنف (قتلاً وجرحاً وإحراقاً للمساجد وتدنيساً للشعائر الدينية)، وكل ذلك مصحوب بتنامي خطاب الكراهية والتطرف، واشتداد وطأة اليمين المتطرف في كل من أوروبا وأمريكا..!! ***** .. إن أخطر ما نواجهه هو تشييع ثقافة العنف والتطرف عن المسلمين في أوساط المجتمعات الغربية وتكوين صورة نمطية سيئة عن المفهوم الديني العام..!! ***** .. إن هذا الحصاد المُر هو نتيجة هذه الثقافة وهذه الصورة النمطية السيئة، وهي في حقيقتها تستند الى ذلك الإرث التاريخي في العداء الغربي..!! ***** .. أما الحصاد الأكثر مرارة فهو هذا الشرق الذي لايزال مكباً على وجهه في جحيم الوهم والخداع..!!