على مدى عقود من الزمن والسياسة السعودية شكلت حضورًا لافتًا عالميًا بما تمثله من ثقل يرتكز على الثوابت وينطلق من المكانة والمكان عربيًا وقاريًا ودوليًا.. **** .. وأصبح لهذه السياسة هويتها الخاصة التي عرفت بها وعنها.. ومن أبرز سماتها الحكمة والعقلانية والتسامح.. **** .. حكيمون حين تطغى غواية المواقف ويتوه الرشد في غياهب السلوك السياسي.. عقلانيون حين يجهل البعض ويعبث الجنون بأتون الأزمات.. متسامحون إلى درجة الطيبة المفرطة التي تتجاوز وتتصالح وتستوعب أي حدث أو موقف.. **** .. ومن سماتها أيضًا الحلم والاتزان والصبر.. حليمون لا نأخذ بردة فعل.. متزنون لا تميلنا ولا تستميلنا الأهواء.. صبورون لا يستثير أناتنا المغرضون.. **** .. وكم عانينا من أولئك الذين تعدوا وتجاوزوا واستغلوا المواقف والأزمات وقد أغرتهم بنا طيبتنا وهم يحسبون أن (حَب الخشوم) أو (الربت على الكتوف) ستنهي كل ردة فعل..!! **** .. ولم نكن ساذجين أو غافلين عما يفعل أو يعتقد أولئك لكننا نتزين بالحلم الذي يتجاوز غضبة القوي.. **** .. اليوم على أولئك أن يعوا أن قواعد اللعبة في التعامل السياسي قد تغيرت.. **** .. ثوابتنا وهويتنا السياسية كما هي لم تتغير.. لكن المرحلة اختلفت، واختلف معها سلوك التصدي والمواجهة.. **** .. فمن يمد لنا يدًا للمصافحة مددنا له ألف يد، ومن يحاول أن يوجه لنا صفعة سنرد عليه بالصاعين.. **** .. إنه عهد الحزم والعزم، حيث منطق القوة يجلل الفعل السعودي.. **** .. آثرنا عاصفة للحزم في وجه من حاول أن يغزو بيتنا من بوابته الجنوبية.. **** .. وخنقنا قطر داخل حدودها الضيقة حين تمادت في دسائسها ومؤامراتها.. **** .. وواجهنا أكبررئيس دولة في العالم حين استفزنا بالهلاك خلال أسبوعين لولا حماية أمريكا.. فجاءه الرد من ولي العهد «السعودية وجدت قبل أمريكا بأكثر من ثلاثين عاماً».. **** .. ولما هددتنا الدول العظمى باتخاذ إجراءات ضد المملكة بسبب قضية خاشقجي كان الرد السريع «بأننا سنرد بإجراءات أشد».. **** .. وجاء صوت تركي الفيصل قويًا من داخل أمريكا «من كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة».. **** .. وحتى بيان النيابة العامة في قضية خاشقجي بهذه الصراحة والوضوح ينم عن منطق القوة فلا يوجد شيء نخفيه أو نخافه.. **** .. عشت سلمان الحزم وسلمت يا وطن العز..