* في قضية (الأستاذ جمال خاشقجي رحمه الله) بادرت المملكة في البحث عن الحقيقة، انطلاقاً من مسئولياتها -دون المساس بثوابتها التي من عناوينها التّروي والحكمة والاتِزَان في معالجة الأزمات ومختلف القضايا-، ففي ال(6 من أكتوبر الحالي) أرسلت فريقَاً أمنياً ليتعاون مع السلطات التركية، أعقب ذلك السماح للمحققين بدخول القنصلية السعودية في إسطنبول، وكذا سَكَن القُنْصُل هناك، ثم جاءت أوامر (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز) للنائب العام السعودي بالتحقيق في القضية. * ثم بعد ظهور بعض الحقائق التي كانت فيما سبق غائبة جاءت (الشجاعة والشفافية السعودية) لِتُعْلِن بأن (الأستاذ خاشقجي غفر الله له) قد توفي في قُنْصليتها في إسطنبول؛ وذلك إثر مشاجرة مع بعض الأفراد فيها، ولِتُؤكد بأنها أوْقَفَتْ بعض المتهمين، واعِدةً بإظهار التفاصيل كاملة، ومعاقبة الجُنَاة الذين يثبت تورطهم في الحادثة. * مَن يتابع تَسَلْسُلَ الأحداث في تلك القضية، وما اتخذته المملكة من إجراءات حيالها سيخرج بنتيجة واضحة وهي: (حرْص قِيَادتها على الوصول للحقيقة أياً كانت، ومهما كانت مؤلمة وقاسية)؛ وذلك بناءً على مبادئها التي تقوم على إنسانيتها وعدالتها في حفظ الدماء المعصومة، والتي ترفض دائماً قَيد الوقائع الجنائية ضد مجهول، والتي لا تتأثر أبداً بالضغوطات والمُساومات. * تلك النتيجة سيتوصل إليها وسَيُؤْمِنُ بها المنصِفُون حول العالَم، الذين يصدرون أحكامهم بِحيَاد، وبعيداً عن المصالح الخاصة، والذين يقرأون جيداً التاريخ السعودي القائم على سيادة القانون وتطبيق الشريعة الإسلامية؛ أما أولئك الذين هَمّهَم الاستقطابات وتشويه صورة بلاد الحرمين، فسوف يستغلون تلك الحادثة وتداعياتها في تنفيذ مؤامرات وحملات مُوجهَة ومَسعُورة، عبر التّسريبات مجهولة المصدر، والبحث فقط عن ردود أفعال أولئك المحللين المَوتورين الذين لهم مواقف معادية مع المملكة لِسبَب أو لآخر، فكُلّ أولئك ستكون نظرتهم سَوداويّة ومظلمة وظالمة حتى لو كانت شمس الحَقّ في كَبِد السماء!!. * وهنا نعم كلنا تألمنا لوفاة (الأستاذ الكبير جمال خاشقجي أسكنه الله فسيح جناته)، والذي عرفته خلوقاً ومتواضعاً، ولأسرته الكريمة ولمحبيه صَادق العزاء والمواساة، ولكن شجاعة حكومة بلادنا في الكشف عن حقيقة مَوته تؤكد ثَبَات سياساتها في الانحياز للوضوح والشفافية والعدالة في تعاملها مع كافة الملفات الداخلية والخارجية. * أخيراً لقد واجهت (المملكة العربية السعودية) العديد من الأزمات والتحديات؛ ولكنها بتوفيق الله تعالى، ثم بتلاحم قيادتها وشعبها استطاعت تجاوزها؛ فكلنا ثقة وإيمان بأنها ستتغلب على هذه المرحلة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتنمية وتطوراً على كافة الصُّعد.