بدأ الثلاثاء الماضي مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018 وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وسط حضور دولي كبير من دول وشخصيات استثمارية ومتحدثين، استقطب الآلاف من الحضور، وبحضور سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وكان حضوراً استقطب المهتمين والتغطية الإعلامية الكبيرة. وحين نناقش أوجه الاستثمار وهذا المؤتمر «الثاني» نلحظ أن هذا المؤتمر يؤسس لمرحلة تحول كبيرة اقتصادياً للمملكة مع حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي يقودها عراب الرؤية والتحول الاقتصادي الأمير محمد بن سلمان، فأوجه الاستثمار في المملكة كبيرة ومتعددة ومتنوعة، فنجد أرامكو وقعت عقوداً خلال مشاركتها 15 مذكرة تفاهم في عدة مجالات تعاونية واستراتيجية بقيمةٍ تبلغ نحو 34 مليار دولار، وإنشاء مجمع بتروكيماويات في جازان، ووزارة النقل فشهد توقيع ثلاث اتفاقيات بقيمة إجمالية بلغت نحو 14.47 مليار دولار شهدت توقيع مذكرة تفاهم تنفيذ مشروع الجسر البري بقيمة استثمارات تتجاوز 10.6 مليارات دولار، وقيمة المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين 3.6 مليارات دولار، والاتفاقية الثالثة بخصوص تصنيع عربات قطارات الشحن في المملكة باستثمار قدره 267 مليون دولار. هذه أمثلة لبعض الاتفاقيات، والمملكة تملك قدرات وثروات كبرى، مثال ذلك «المعادن» كذلك توجه مؤتمر الاستثمار بالمستقبل إلى الاستثمار في التقنية، والاهتمام بالطاقة البشرية. في مثل هذه المؤتمرات المهمة وبرعاية كريمة ملكية ورعاية الدولة لها، فهي تؤسس مجالاً استثمارياً وتطرحها للمستثمرين وتستقطب المستثمرين، الذين يملكون رؤوس الأموال أو الخبرات أو التقنية والتدريب والتأهيل، بما ينقل ما لديهم من تراكمات صناعية واستثمارية إلى المملكة، وتزامن مع ذلك مرحلة تحول في آلية وأنظمة الاستثمار التي تفتح المجال اليوم أكثر وأكثر لاستقطاب هذه الرؤوس للأموال، والمملكة لديها مجال واسع جداً للاستثمار قد لا يكفي هذا المؤتمر لتغطيها لسبب وفرة الفرص الاستثمارية بالمملكة، وهذا ما تسعى له المملكة بتنويع وتعدد الاستثمار سواء من دول أو شركات أو مستثمرين، مما يوفر مجالاً صناعياً كبيراً، سواء من خلال استثمار مباشر أو شراكة والعمل المشترك، فجاذبية الاستثمار بالمملكة بلا حدود ووافرة وهي تحقق شيئاً منها في مؤتمر الاستثمار في المستقبل، ومع مرور الوقت والزمن، سنجد أننا أسسنا منصة وقاعدة استثمارية كبيرة وعريضة جاذبة، وقد يكون هؤلاء الذين يأتون من البداية هم الأكثر والأوفر حظاً ممن يأتي تالياً.