تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، ودولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان، انطلقت أمس الثلاثاء «مبادرة مستقبل الاستثمار»، والتي ينظمها صندوق الاستثمارات العامة الذراع الاستثمارية للمملكة العربية السعودية، وتشتمل على أكثر من 35 جلسة حوارية. وأثمر المنتدى في ساعاته الأولى عن توقيع اتفاقيات بقيمة 50 مليار دولار، وقد أعرب مجلس الوزراء وفي جلسة المجلس بعد ظهر أمس عن تقديره للرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، لأعمال الدورة الثانية للمنتدى العالمي مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018م»، في مدينة الرياض. وأشاد المجلس بما يتضمنه من توقيع اتفاقيات ضخمة ومشروعات استثمارية لمواصلة بناء شراكات استراتيجية قوية واستعراض فرص الشراكات الاستثمارية مع القطاع الخاص. هذا، ووقع وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، صفقات بقيمة 50 مليار دولار في مجالات النفط والغاز والبنية التحتية. وقال الفالح خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2018 المنعقد في الرياض: «إن المملكة من الدول الكبيرة المنتجة للغاز ومستمرة في تطوير مشروعاتها الاستثمارية». وأضاف: «نؤمن بتحقيقنا شوطًا طويلاً في كسب ثقة المستثمرين والمساهمين من خلال رفع عملية الإنتاج النفطي وضمان خلق حوار مشترك بين الدول المصدرة للنفط». فيما قال الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمارات، كيريل ديمترييف: السعودية شريك عظيم لنا في روسيا، وليس فقط في الاستثمار والنفط، ونحن معجبون جداً برؤية 2030، والذي وصفه بالتحول التاريخي حقاً ليس للشرق الأوسط وحسب بل للعالم كله». إلى ذلك أشار السفير الإماراتي في المملكة شخبوط بن نهيان إلى أن حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مقدمة وفد الدولة مبادرة مستقبل الاستثمار، يعطي دفعاً جديداً للتعاون بين البلدين في ظل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي سيكون له درو كبير في التكامل الاقتصادي. وفي الكلمة الافتتاحية للمبادرة التي تستمر ثلاثة أيام، أكد المشرف على صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان أن للاستثمار قدرة على تمهيد الطريق أمام حل بعض أصعب التحديات التي يواجهها العالم اليوم، وهذا هو السبب الذي أُنشئت من أجله مبادرة مستقبل الاستثمار، عادّاً هذا الحدث منصة عالمية تهدف إلى التعرف على أهم التوجهات المستقبلية واستكشاف الفرص الاقتصادية الواعدة التي من شأنها تشكيل ملامح مستقبل الاقتصاد وضمان أن يكون الاستثمار مساهماً رئيسياً في تحقيق الرخاء والتنمية الشاملة. وقال «تمثل المبادرة أيضاً فرصة مهمة للتواصل بين قادة الأعمال والمستثمرين، مما يجعلها فرصة لا تفوّت لآلاف المشاركين القادمين هذا الأسبوع من شتى أنحاء العالم». وكانت مبادرة مستقبل الاستثمار قد افتُتحت فعالياتها صباح اليوم بجلسة حوارية ناقشت كيف يمكن للاستثمار أن يلهم الإنسانية برؤية موحدة للمستقبل، بمشاركة عدة صناديق استثمارية سيادية من روسيا والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتشمل قائمة المشاركين الذين سيأتون للمملكة لحضور المبادرة، مجموعة من رؤساء الدول ونخبة من الشخصيات المهمة من مختلف الدول الأفريقية والعربية والآسيوية من ضمنها البحرينوالإمارات العربية المتحدة ولبنان وإثيوبيا والغابون والسنغال. وتحت مظلة برنامج المبادرة لهذا العام «خارطة طريق للقرن الثاني والعشرين»، ستلقي المبادرة الضوء على الفرص الاقتصادية الواعدة في مجموعة من الاقتصاديات الناشئة التي تشهد نمواً يعد الأسرع إطلاقاً على مستوى العالم. فيما ستشارك في النقاشات عدة شخصيات بارزة أخرى، منها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ونائب وزير التنمية الاقتصادية الروسي سيرجي غوركوف. وتعد مبادرة مستقبل الاستثمار التي ستنعقد في الرياض في الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر، فرصة مهمة أمام آلاف المشاركين، لحضور برنامج عمل ثري جداً سيضم أكثر من 35 فعالية من الجلسات الحوارية والمنتديات واللقاءات النقاشية المفتوحة وورش العمل. هذا، وأكد الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديميتريف أن المؤتمرات والجلسات الحوارية في مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018 فرصة مناسبة لمناقشة الفرص الاستثمار وكيفية مساهمة المملكة العربية السعودية برؤيتها 2030، وأهمية هذه الرؤية لدى المنطقة والعالم. وقال خلال تصريح صحفي على هامش فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018: سنناقش مع شركائنا في المملكة فرص الاستثمار، فهذه الشراكة مهمة وسنضل حلفاء للمملكة، فكلنا نعلم أن المملكة أسهمت ساهمت في استقرار أسعار النفط، وهذا أمر جيد للمستهلك والمُصدر على حد سواء، ويمكن القيام بالكثير من الأعمال معاً». وأفاد بأن المملكة برؤيتها الجديدة تهتم بالفن، وقد شاركت روسيا في فعاليات مبادرة الاستثمار برسومات للفنان (فاسيلي كاندينسكي) فهو يعد من رواد الفن الحديث، وبالإمكان بناء تعاون في مجالي الفن والثقافة، والعديد من رواد الأعمال الروس، مستعدين للدخول في شراكات مع المملكة في مجالات الاستثمار والتقنية والبنية التحتية. إلى ذلك، وقّعت أرامكو السعودية خلال مشاركتها في فعاليات ملتقى مبادرة مستقبل الاستثمار أمس، 15 مذكرة تفاهم في عدّة مجالات تعاونية وإستراتيجية بقيمة تبلغ نحو 34 مليار دولار. وتشمل تلك الاتفاقيات 15 شركة ومؤسسة من 8 دول تنتمي لثلاث قارات، ما يعكس طموح الشركة ونمو محفظة أعمالها بما يعزز مكانتها كشركة رائدة في مجال الطاقة والكيميائيات على مستوى العالم. وتعكس مذكرات التفاهم التي تم توقيعها إستراتيجية الشراكة الدولية للمملكة وأرامكو السعودية، وحرصهما على تحقيق التنوّع الاقتصادي، والنهوض ببيئة الاستثمار المحلي، ودعم الفرص الوظيفية، كما تدعم تلك المذكرات الإستراتيجية المستقبلية للشركة في جميع قطاعات أعمالها، ويشمل ذلك أنشطة التكرير والمعالجة والتسويق، الأعمال البحرية، والهندسية، وذلك من خلال الشراكة مع كبرى الشركات العالمية من ثماني دول، وهي: فرنسا، الصين، الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليابان، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، كوريا الجنوبية، والهند. ويُسهم عدد من مذكرات التفاهم في تعزيز برنامج القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء)، وهو من المبادرات الرئيسة التي تسعى الشركة من خلالها إلى تحسين سلسلة التوريد المحلية، في مجالي التشغيل وتوفير الوظائف، من خلال شراكات تجارية أكبر مع القطاع الخاص الوطني، إذ يهدف برنامج (اكتفاء) إلى زيادة حجم السلع والخدمات التي يتم توريدها محليًا إلى 70 % بحلول عام 2021م. وعلى صعيد آخر، تسعى أرامكو السعودية وراء عدد من الفرص التي سوف تبادر من خلالها إلى توطين الصناعة وتوليد مزيد من فرص العمل، حيث تعمل الشركة على زيادة الفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين على مدى 10- 15 عامًا المقبلة، حيث يُسهم مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية بتوليد نحو 30.000 وظيفة مباشرة، و50.000 وظيفة غير مباشرة. وتتمثل مذكرات التفاهم والتعاون التي وقعتها أرامكو السعودية في التالي: 1. مذكرة تفاهم وتطوير مشتركة مع شركة توتال الفرنسية لبدء التصاميم الهندسية من المرحلة الثانية لمصفاة ساتورب. 2. مذكرة تفاهم لإمكانية إنشاء شبكة محطات الوقود للتجزئة مع شركة توتال الفرنسية. 3. مذكرة تفاهم مشتركة مع شركة هيونداي للصناعات الثقيلة لإمكانية استثمار هيونداي في مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية برأس الخير. 4. مذكرة تفاهم مع شركة بيكر هيوز جنرال إلكتريك الأمريكية. 5. مذكرة تفاهم مع شركة شلمبرجير. 6. مذكرة تفاهم مع شركة هاليبرتون الأمريكية. 7. مذكرة تفاهم مع مركز إمدادات حقول النفط. 8. مذكرة تفاهم مع شركة فليكس ستيل للاستثمار في منشأة الأنابيب البلاستيكية الحرارية المقوّاة. 9. مذكرة تفاهم مع شركة الإنشاءات البترولية الوطنية الإماراتية للاستثمار في مجال هندسة وإنشاءات وتركيب المناطق المغمورة. 10. مذكرة تفاهم لتوطين هندسة الحديد مع شركة سي آي إتش تشانجون المتخصصة في الحديد. 11. مذكرة تفاهم مع شركة قوم برو للاستثمار في منشأة كيميائيات الحفر. 12. مذكرة تفاهم مع كلٍّ من شركة أكوا باور السعودية وشركة أيربرودكت الأمريكية بخصوص مشروع التغويز والطاقة الكهربائية في جازان. 13. مذكرة تفاهم مع شركة سوميتومو اليابانية بخصوص احتمالية الاستثمار لتطوير مصفاة بترورابغ. 14. مذكرة تفاهم مع شركة نورينكو الصينية بخصوص احتمالية الاستثمارات المشتركة. 15. مذكرة تفاهم لاستثمار مشترك مع شركة «إن.أو.في» الأمريكية لتصنيع وإصلاح منصات الحفر البري ومعداتها في المملكة.