✒تجربة العيش في الحياة الدنيا.. هي تجربة فريدة ووحيدة وقصيرة ولمرة واحدة، ومع ذلك ستظل في كبد، تتقلب بين النعيم تارة وبين الأحزان والهموم تارات أخرى. ولن تتعلم الحكمة إلا من دروس الألم، ولن تكتمل خبرتك الحقيقية بالحياة إلا بالإختبارات والإبتلاءات والمنغصات، وهكذا هي الدنيا لا راحة فيها على الدوام. الحياة الحقيقية أن تستمتع بالأوقات الجميلة وتعش كل لحظاتك بسعادة غامرة حتي الثمالة، فلن تستطيع الإستمتاع بحياتك في ظل التفكير السلبي في الأحزان الصغيرة والنزعات التافهه. مسكين من شغل نفسه بمراقبة تصرفات الناس، وانتقاد سلوكهم والتدقيق بأفعالهم، والتحليل في نواياهم، فينتهي به العمر ولم يعش حياته الجميلة التي هي هدية الرحمن لبني الإنسان، بل عاش دون حياة الناس.!! إذا تريد العيش بسلام ومرتاح البال هادئ النفس! تيقن أنه ليس كل شيء يستحق العناء.. اهتم بمن يهتم بك.. وارحل عن من رحل عنك بهدوء.. ولا تحمل نفسك فوق طاقتها، فلن تعيش أكثر من حياة.. فما أجمل أن تسير بين الناس ويفوح منك عطر أخلاقك.!! هل تريد أن تسحر الناس وتأسر قلوبهم وأفئدتهم بسحرك الحلال؟ حسّن خلقك، ليّن تعاملك، جمُل كلامك، لطّف عباراتك، عشْ عفويتك، اترك للناس إثم الظنون، فلك أجرهم ولهم ذنب ما يعتقدون. من يملك راحة البال والهدوء والتأني، وعدم الإستعجال، ويمضِ كأنه لم يسمَع، ويصمُت كأنه لمَ يفهَمْ، ويتجاهل كأنه لم يرى، وينسى كأنه لم يذكر.. يعش مرتاحاً وبنعمةّ من الله. نحن بني البشر كلنا مثقولون بالعيوب ولولا رداء من الله اسمه الستر لكسرت أعناقنا من شدة الخجل، فالحياة والعلاقات تنتظم بالتغاضي وتنسجم بالتراضي، وتنهدم بالتدقيق وتنتهي بالتحقيق. تغافل لأجل بقاء الود، فدوام المحبة من ستر الزلة.. فما أحوجنا إلى محبة صادقة، وقلوب حنونة.. تسامحنا إذا أخطأنا، وتعذرنا إذا قصرنا، وتدعو لنا إذا مرضنا، وتترحم علينا إذا انتقلنا إلى جوار ربنا. ومضة: من غضب منك ولم يفعل لك شراً اختره صاحباً لك، فالغضب يفضح طينة البشر.