جَعلتْ إيران لها بعد ثورتها المشؤومة عام 79م إستراتيجية سياسية للتدخل في البلاد العربية والإسلامية، لتصدير ثورتها الصفوية المجوسية والهيمنة عليها عقدياً واستراتيجياً واقتصاديا دون التدخل عسكرياً بطريقة مباشرة، إلا حين أرغمها صدام حسين حين تحرشتْ بالعراق ابان حُكمه للعراق فقاتلها وقاتلته .. فهزمها شر هزيمة. فاعتمدتْ في استراتيجتها هذه على أمرين هامين وفاعلَين جداً وهما: 1- الوصول إلى أية جماعة في تلك البلدان المستهدفة، تتفق معها في المعتقد، وذلك بالإغراءات المالية والمعنوية والفكرية، والدعوة لاختطاف غيرهم من المعارضين لبلدانهم سواء عقدياً أو سياسياً أوفكرياً بإغراءه بأي أسلوب وطريقة تتناسب معه. 2- الدعوة للتشييع ، وذلك عن طريق سفاراتها المنتشرة، ولاسيما في البلدان الفقيرة والجاهلة بخطر الإيدولوجية الصفوية، بالإغراءات المادية والمنح الدراسية في قم وطهران. وبالتالي يتم إتخاذ كل هؤلاء المرتمين في أحضانها أذرعاً لها، تسبّح بحمدها وتقدس لها وتكون أشد على تلك البلدان من شن حربٍ عليها مباشرة من خارج حدودها، كحزب اللات اللبناني وأحزاب العراق الشيعية كالدعوة، والبحرين وأنصار الشيطان في اليمن (الحوثيون). ولاريب أن عاصفة الحزم، قد انقضَت على الحوثيين في الوقت المناسب، غير أن توغل الحوثيين بيْن الكثير من المجتمع اليمني المغتّر بهم، وتمكنُهم من الدلوف إلى مفاصل الدولة اليمنية، بأسباب التهيئة والاتفاقات مع علي صالح إبان حُكمه لليمن، جعلت من الصعوبة القضاء على نفوذهم وتوغلهم، حالياً ! لقد استخدمهم علي صالح ورقة، يستنزف بها الخليج، وبمسرحيات قتالية كاذبة، حتى قويت شوكتهم، وخصوصاً بعد رحيله، عام 2012م فطمع صالح في العودة للسلطة والنفوذ من خلال التحالف معهم ضد الشرعية اليمنية الممثلة في رئاسة عبد ربه هادي، وضد قوات التحالف. وحين يئس من وفائهم له، وخشي منهم ومن التحالف، اختار الطرف الذي عول عليه، وهو في نظره الأقوى،فمديده للشرعية للتحالف معها ،بيد أنه قد تأخركثيراًفقد أصبح الحوثيون أكثر عدداً وأكثر خبرة، وتدريباً وتواصلاً من ذي قبل، ولعله استحضر نادماً... حزة إنزاله من سيارته لإعدامه المثل العربي( يداك أوكتا وفوك نفخ)! والأن وبعد أن رحل علي صالح، عن هذا الحراك اليمني المتأجج، وهو الرجل الذي ربما عولتْ عليه الشرعية قبل مقتله بأيام، بأنه الذي سيخلصهم من شر الحوثيين، لينضم بعدها للشرعية، وإن كنت أكاد أجزم أنه لوقدر له أن تخلص من الحوثيين، فإنه لن يخضع للشرعية ولن يستسلم لها، لكنه ذهب أخيراً...ولن يعود!! والأن ماذا بعد ياترى؟وقد هيمن الحوثيون على العاصمة، واسترهبوا الناس، وطاردوا وقتلوا أنصار صالح من المؤتمرالشعبي ومن غيره، وبدأوا في التغيير الديمغرافي للعاصمة صنعاء، وذلك بملئها من الحوثيين والمناصرين لهم، من جميع محافظات ومدن اليمن، وشروا الكثير من الذمم، ويكاد الناس ينصاعون لهم، اما رهبة أورغبة، وكأن الشرعية في منأى عن كل هذاالصراع المحتدم بقوة، منذ دخول صالح صنعاء، واعلانه العودة للشرعية...! إن الحوثيين يمتلكون حاضنة شعبية بين مناصريهم وفي أماكن متعددة من اليمن، لاسيما في شمال اليمن، والخبراء الإيرانيون واللبنانيون يغدون ويروحون منهم واليهم، والتدريب يجري على قدم وساق، فإنهم حين يهيمنون على العاصمة والميناء، مع صمت هيئة الأمم واعتبارهم جماعة رسمية، وليست مارقة على الشرعية،.فإنهم وبدون أدنى شك سيكونون من يحكم اليمن لو صاروا هم الأقوى، فعالَم اليوم مع الأقوى وليس مع القوي أوالضعيف وحين يسيطرون على اليمن ولو لأسابيع، فإنهم سيقومون بتثبيت أركان دولتهم باتباع مايلي: 1- تثبيت قواعد إيرانية في اليمن، وإدخال مليشياتها وقواتها، مع من يشاركها من العراق ولبنان وافغانستان وباكستان من شيعة العالِم. 2- ستطمح وتطمع في تحقيق أهداف إيران الإولى وهو الوصول للبلاد السعودية، حرسها الله، ويصبح الأمر أكثر خطورةً من حزب يهدد أمن السعودية، إلى دولة كبرى مدعومة إيرانياً بالمال والعتاد والخبراء. والحقيقة أن هذه الفترة الحرجة، هي الفاصلة فإن أستثمرتْ الشرعية ودول التحالف،انعكاس مقتل علي صالح ذي الشعبية القوية،على حزبه وشريحة لابأس بها من المجتمع اليمني، بكرههم للحوثيين، ونقمتهم منهم، وإن كثفوا الجهود عسكرياً وسياسيا، وقبلياً في الداخل اليمني فسينتصرون بإذن الله على الحوثيين وسيجنبون اليمن والمنطقة شرور الزحف الإيراني الخطير! رافع علي الشهري