ما يزال الدور الإيراني في اليمن، وطبيعة العلاقة مع الحوثيين يكتنفه كثير من الغموض؛ فبعض السياسيين ينكرون هذا الدور ويقللون من شأنه، وهو أمر قديم قدم فتنة ابن السوداء عبد الله بن سبأ اليهودي (اليمني الخارجي ثم الشيعي بالمناسبة)، بينما من المؤكد حقيقة وجود تحالف علني شيعي بين الحوثيين والخمينية الإيرانية، بل من المؤكد أن بينهما زواجًا كاثوليكياً لا طلاق فيه ولا رجعة. كانت الفترة الأخيرة قد شهدت تجاوزات إيرانية بحق المملكة؛ من خلال يدها العابثة باليمن؛ فقد أطلقت صواريخ تجاه السعودية، بعضها لم يتورع عن استهداف مكة نفسها؛ وهي التي من المفترض أن يكون كل مسلم لها درعًا حال أي مساسٍ بأمنها. منذ ما يقارب الثلاثة أعوام والتساؤل الذي بلا معنى يدور في العقول وعلى الألسن حول الدور الإيراني في اليمن، وفي الحرب على اليمن، وقصة تهريب إيران الأسلحة للحوثي، على رغم الرقابة والحصار المفروضين على منافذ اليمن الجوية والبرية والبحرية كافة؛ حيث يطور خبراء إيرانيون إمكانات الأسلحة لدى الحوثيين. إنها إذن حرب بالوكالة؛ فوض فيها الإيرانيون الحوثي ليقف بوجه السعودية، فضلاً عن تدمير اليمن نفسه. هذا بالرغم من تباين المذهب الديني بين شيعة إيران الإمامية الخمينية وشيعة اليمن الزيدية، أو التي من المفترض أنها زيدية؛ حيث الفارق كبير وجوهري بين المذهبين؛ فإيران شيعة اثنا عشرية وهو مذهب الدولة الصفوية منذ القرن السادس عشر الساعي لإحياء الهوية القومية الفارسية، وفي المقابل فالحوثيون مذهبهم زيدي ينحصر وجوده باليمن في منطقة شمال صنعاء وحولها، وهو منتشر أيضاً في أراضي قبائل همدان. تحاول إيران بسط نفوذها في اليمن؛ بإلغاء المسافة العقدية بين الزيدية والاثني عشرية؛ لا ضير أن يصبح اليمن سوقًا جديدة للصناعات والبضائع الإيرانية وبخاصة في ميدان الأسلحة. استنسخ النظام الإيراني تجربة «حزب الله» في اليمن من خلال الحوثيين، وتأكد ذلك من تصريحات قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني بقوله: «إن إيران لديها آلاف المنظمات مثل حزب الله وملايين من الذين يشبهون رجال حزب الله»، وكان يقصد الحوثيين. فبمرور الوقت تتأكد رغبة إيران الجنونية في زعزعة الأمن في اليمن، ليلحق بلبنان والعراق وسورية؛ سواء في الدمار الحال هناك، أو في النكاية في العالم السني والشعوب السنية، سواء في هذه البلاد نفسها أو في البلاد المجاورة المستقرة. اتضح هذا عندما سيطر الحوثيون على زمام الأمور في اليمن، بعد احتلال العاصمة صنعاء. خلاصة القول: أن جماعة الحوثي، ومن ورائها إيراني الخمينية، لا تسعيان فقط إلى دور إقليمي في المنطقة؛ بل إن إيران ترى في اليمن موطئ قدم جديدة وساحة مفتوحة يمكن من خلالها استنزاف السعودية بأقل المخاطر. وهذا لن يتحقق بوجود قيادة الحزم والعزم في وطننا الغالي. Your browser does not support the video tag.