د. عبدالله راشد السنيدي ثلاثة أسباب يكفي أحدها لأن تقوم دول الخليج العربية ودول عربية شقيقة بقيادة المملكة العربية السعودية بتأليف تحالف عربي لدعم الشرعية في اليمن وإنقاذه من التدخلات الأجنبية وهي أولاً: حماية العقيدة الإسلامية، فالانقلاب على الشرعية في اليمن تم من قبل فئتين متعاونتين مع إيران وهما، الحوثيون الذين أصبحوا يتبعون إيران من الناحية العقدية والذين يرون أنهم أصحاب العقيدة الصحيحة وأن من سواهم من المسلمين ضالون، وثانياً: الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح فقد تحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران نكاية بشعبه الذي رفض استمراره في السلطة والتي أمضى فيها حوالي الثلاثين عاماً، وكان يجدر به مراعاة المصلحة العليا لبلاده وتقدير ما قام به الخليجيون لصالحه عندما تم منحه الحصانة في المبادرة الخليجية التي أنقذت اليمن من حرب أهلية إلا أنه لم يراع ذلك وفضل استمرار الفوضى ثم الحرب الأهلية في اليمن. ثانياً: الحيلولة دون التواجد الإيراني في اليمن وهو ما سوف يؤثر سلباً على دول الخليج العربية، فإيران بعد أن تواجدت في شمال المملكة في كل من العراق وسورية (والذي لن يستمر طويلاً بإذن الله) تبحث وتسعى للتواجد في جنوب المملكة، فإيران تريد أن تطوق المملكة لكي يسهل عليها تطبيق سياساتها وتوجهاتها العقدية والاستراتيجية لشعورها بأن المملكة العربية السعودية هي بمثابة حجر الزاوية التي تحول دون تنفيذ مخططاتها، وهو الأمر الذي تنبهت له قيادة المملكة ودعت قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية بشكل متوال للالتقاء في الرياض لتدارس هذا الخطر وهو الأمر الذي ترتب عليه تشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة لمساندة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي والذي حال بعون الله دون تطبيق الحوثيين ومن خلفهم إيران لمخططهم في الهيمنة على كافة أقاليم اليمن. ثالثاً- حماية حدود المملكة العربية السعودية بل والمملكة بأكملها باعتبارها قبلة المسلمين من مخططات إيران فالحوثيون عندما يتمكنون من السيطرة على اليمن سوف تستعملهم إيران في تنفيذ مخططاتها تجاه المملكة وذلك بخلق حالة من عدم الاستقرار على الحدود بين البلدين وكذلك مقدسات المسلمين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة وذلك لأن الصفويين يعتقدون أن كربلاء أفضل من مكة والمدينة ولذلك فهم يسعون إلى تعزيز هذه القدسية لكربلاء عندما يصرفون المسلمين عن مقدساتهم الحقيقية في مكة والمدينة حماهما الله. وإن شاء الله سينتصر الحق في النهاية ولن يحول دونه تعنت الحوثيين والمخلوع وإيران التي تقف وراءهما كما حصل مؤخراً في محادثات الكويت وقيامهم بتشكيل مجلس لحكم اليمن. وفي نهاية هذا المقال أدعو المولى عز وجل أن يتغمد شهداءنا الأبرار برحمته وأن يسكنهم فسيح جناته، فقد ضحى هؤلاء الأبطال بأغلى ما يملكون حمايةً لعقيدتهم ودفاعاً عن الحدود الجنوبية لوطنهم.