في هذا الزمان , والذي قد عرف عنه بأنه لم يقتل إلا الأحبه , زمان قد قست فيه القلوب حتى أصبحت كالحجر , وأصبح فيه الحب مهنة شريفة وسهلة الصنع للكاذبين والمخادعين , زمان قد عرف عنه بندرة الصداقات وبشح الأصدقاء , زمان قد أتت فيه أمة يحبون فيه خمس وينسون خمس , كاحب الدنيا ونسيان الآخرة , وحب المال و نسيان الحساب , وحب المخلوق ونسيان الخالق , وحب النساء ونسيان الحور , وحب القصور ونسيان القبور , وحب المعصية ونسيان التوبة . في هذا الزمان , حيث أصبحت فيه السنوات تمر كالشهر , والشهر يمر كاليوم , واليوم يمر كالساعة , والساعة تمر كالثواني , سنوات أصبحت خداعات يكذب فيها الصادق , ويصدق فيها الكاذب , ويؤتمن الخائن ويخون فيها الأمين , وينطق فيها الرجل التافه السفيه الذي يتكلم في أمر العامة . في هذا الزمان , والذي قد كثرت فيه المساجد , وقل به المصلون , زمان قد أصبح فيه الإهتمام الزائد بالآخرين سببا لأن يفقدك كرامتك , وينسي لك معروفك , وينكر أو يجحد كل عمل خير لك أيا ومهما كان قد قدمته أو حتى أخرته , زمان قد كثر فيه الفساد , وضاعت فيه الحقوق , ويكثر فيه الحلف الزائف لنيل المراد , زمان يبيع فيه الأخ لأخيه , ونفران الأبناء من أهاليهم , وبطش الوالدين لأبنائهم , زمان تكثر فيه العقوق , وتظهر فيه الوساوس المؤدية بكثرة الإنتحار , وبظهور جرائم القتل والتعذيب , وبغلبة الدين وقهر الرجال , وبتقلب الحال والأحوال , فأي زمان هذا قد صرنا إليه ؟ وأي حال قد وصلناه وإلى ما نحن عليه اليوم ؟ فرحماك ربي , رحماك ربي . سامي أبودش كاتب سعودي . http://www.facebook.com/samiabudash