عسير بين العسرة واللين هاهي عسير اليوم تودع عسرها وتغلق باب تاريخها القديم بالسلاسل والأقفال , بعدما كانت بالأمس تستصرخ مرا وألما من هول وظلم وبطش وشدة ما كانت تتجرعه من بعض مسئوليها وحبهم للتسلط والسلطة وعدم المحسوبية أو الرقابة عليهم دون وجه حق , وحبهم للتعقيد وكثرة الروتين . فبعدما كانت تتجرع الكثير من المعاناة بالأمس .. ليقول بعدها أميرها المحبوب اليوم كلمته ويحسم أمرها , ويخرج بأزمتها ويحرر قيدها ويطلقها بعد أزمات تلو الأزمات , فعسير اليوم ليست مثل عسير بالأمس . فإليك أيها المسئول لأن تأخذ العبرة والعظة , لكي تتعلم وأن تنتبه إلى كل ذلك وما كان أو يكون , ولأن تغير وتصحح من وضعك وأن تكون راعيا ومسؤلا عن رعيتك بكل أمانة وصدق وإخلاص , وأن تؤدي عملك على أكمل وجه لأن تخاف الله في تأدية عملك , أو لأن تترك المجال لغيرك لأن يتولى مسؤوليته بدلا منك ويكمل مسيرته .. مسيرة الخير والعطاء وحبا وإخلاصا ووفاء لله أولا ثم المليك والوطن ثم لأهلها الطيبين المخلصين . هاهي عسير اليوم .. حاضنة التغير والتغيير تتطلع إلى عهد جديد وتاريخ جديد هادف وبناء فهي تزرع اليوم لكي تجني ما زرعته في الغد بعهد وفكر جديد يتواكب مع تطلعاتهم وتفكيرهم وآمالهم وتلبية لكل أحلامهم , وينتظرون حصادهم المثمر لهم ولأجيالهم , إننا في عصر يريد ويحب التغيير لا الإهمال أو الروتين أوالتعقيد . إنها عسير اليوم والتي أصبحت تتطلع إلى اللين والسهولة , وحب العمل والإنجاز والإتقان , فتحيتي القلبية لعسير لأن تودع عسرها الماضي , وتستبدله اليوم بالسهولة واللين . سامي أبودش كاتب سعودي . [email protected] www.facebook.com/samiabudash