تشرفت برفقة أخي ورفيقي أبي البراء الشيخ محمد بن عبد السلام الأنصاري في نزهة برية ممتعة للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الخضراء والهواء النقي " بروضة خريم " أو " ذات الرئال " كما تسمى سابقاً ؛ وهي روضة كبيرة ذات مساحة شاسعة خضراء تبعد عن مدينة الرياض بمسافة 100 كم باتجاه الشمال الشرقي , فإذا بالخضرة مد البصر , وتزخر هذه الروضة بنباتاتها المتنوعة من الزهور والأشجار الساحرة ، والتي جذبت الكثير من الزوار للتمتع بهذه المناظر الخلابة , وكان برفقتنا كل من الأخوين الفاضلين الشيخ عبدالله بن محمد بن مهدي الأنصاري ؛ والمقدم محمد بن موسى بن هشلول العسيري الذي أتحفنا بخبرته في معرفة مسميات الأشجار مثل السدر والطلح ، وكذلك النباتات الموسمية على كثرتها وتنوعها مثل النفل والخزامى ؛ وقد أستمتعنا بهذه الرحلة الخلوية القصيرة والجميلة ؛ مما جعل شاعرنا الشيخ عبدالله الأنصاري يلهج بقصيدة رائعة يمكن أن تدون ضمن " أدب الرحلات " يقول فيها : ألم تعجب من الأرض الخلاء يجللها الحرير من السماء دخلنا روضة تدعى خريماً كساها الله من خضر الكساء سقتها كل غالية هتون فأمست وهي ترفل في الرداء وراعت حينما رأت الندامى فأرخت دوننا ستر الحياء وفاح بكل ناحية شذاها وفاضت بالندى تحت الغطاء فيا لله ما لبست وأبدت لنا من زينة ومن البهاء فراقت منظراً وغدت تباهي بحُلْتها المُزيَّنة المُلاءِ ترى العينان فيها غير لون يسر الناظرين مع النماء يخال المرء ناحيةً بلونٍ وأخرى غير ذلك السواء وتُرخي الشمسُ غادية شعاعا فتستبق الزهور إلى الضياء تميس ذوائب الأعشاب عُجباً وفخراً بالنضارة في الفضاء فتسمع من يقول : أذا ربيعٌ؟ أم الموج المرقص بالهواء وزاد بصاحبي الإعجاب لما رآني قد خلعت بها حذائي فقلت له ألم ترني كفاني بساط كالحرير غدا وطائي ؟ فطب نفساً ولا تعجب لشيءٍ فما في صنع ربك من مراءِ لقد أبدت بإذن الله نجدٌ مفاخرها الحسان من الرخاء فلاقِ عبيرها الأذكى ببشر ومتعْ ناظريك إلى المساءِ غدا صحبي بعادية إليها تباري الريح تسبح في الخلاء فلم يظهر لها شيء ويبدو لنا حتى يكون إلى الوراء وكان أبو البراء لنا دليلاً ألا نعم الدليل أبو البراء وصاحبنا أبو موسى العسيري يطوف بنا ويأنس للإخاء وينُشد خالد غرراً جياداً من الأدب المُبَرَّإ من هُراءِ فيا لله من يوم وروض طواه لنا المؤذنُ بالنداءِ نعم لقد طوى لنا هذه الرحلة الجميلة صوت المؤذن للأذان الأول ؛ ليوم الجمعة فعدنا في أدراجنا مكبرين مع المؤذن ومرددين : الله أكبر هل أحيا لأسمعها إن كان ذلك يافوزي وياطربِِ *** بقلم/خالد بن محمد الأنصاري عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية