هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز الشعب السعودي والأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان الكريم ووجّها كلمة إلى المواطنين والمواطنات بهذه المناسبة في ما يأتي نصها: «الحمد لله القائل في محكم تنزيله: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد القائل: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الاخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير. لقد أهل علينا شهر رمضان المبارك، الذي جعله الله شهر خير وبركة، ليغمرنا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويبعث في نفوسنا معاني التعاطف والتراحم، ويجدد القيم العليا التي دعا إليها هذا الدين العظيم، شهر رمضان الذي تفتح فيه أبواب السموات لفعل الخيرات والتقرب إلى الله. أيها الاخوة والأخوات: إننا ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم بالبشر والسرور، نسترجع قول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يبشر أصحابه بقدومه ويهنئهم به قائلاً: «يا أيها الناس قد جاءكم شهر مبارك، شهر فرض الله عليكم صيامه، شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتصفد فيه الشياطين». ولقد أعطانا هذا الشهر الكريم دروساً عظيمة نراها ونتأملها بأعيننا وبصائرنا، فنرى كيف يحنو الإنسان على الإنسان، وكيف يستشعر الغني معاناة الفقير، وكيف يتسابق المسلمون للفوز برضا الله. أيها الاخوة والأخوات: إن ديننا، دين محبة وتراحم وتسامح، ورسالته قد أنزلت رحمة للعالمين، وطريقه طريق خير وصلاح وبناء، ومنهجه منهج حوار وألفة ومشاركة فاعلة في صنع الحضارة الإنسانية. ومن هذا المنطلق، فإن المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين تستشعر دائماً دورها وواجبها ومسؤولياتها تجاه الذود عن حياض هذا الدين، والعمل على خدمة مصالح المسلمين، وتجديد حوارهم مع ثقافات ومجتمعات وأديان العالم الآخر، بهدف بناء عالم متحضر، متقارب، متآزر، يقوم على مفاهيم السلام والعدالة والوفاء للإنسانية جمعاء. وهذا الشهر الفضيل بمعانيه السامية يجدد في نفوسنا الالتزام بهذه المثل والقيم والأهداف. أيها الاخوة والأخوات الكرام: إننا نحمد الله، أن بلغنا هذا الشهر الكريم، وندعوه ونتضرع إليه أن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يجعلنا من عتقائه، وأن يرحم من استأثرهم الله بواسع رحمته، وألا يحرمنا أجره وفضله».