تتعدد صيحات (الطب البديل) من فترة إلى أخرى تدعونا لصيانة أجسادنا من التلوث والسموم، والمحافظة على الرشاقة، والتخلص من مظاهر السمنة، وضبط إيقاع الجسم والنفس، واستغلال قوة الطبيعة وتحولات الفصول في جلب الراحة النفسية للإنسان إلى عقل وجسد الإنسان. الطرق كثيرة تتباين بين «الديتوكس»، أو تخليص الجسم من السموم أو بالراحة في منتجع صحي يستعيد فيه الجسم توازنه وطاقته. وفي بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا مستشفيات ومنتجعات متخصصة، يخضع فيها الفرد لأنظمة «الديتوكس»، وهي أنظمة تعمل على تنقية أجهزة الجسم الداخلية من السموم وجعلها تعمل بشكل أفضل، كما تقوم بتنظيف منازلنا وإزالة الأتربة والغبار عنها، كذلك يجب أن نتعامل مع أجسامنا من الداخل. المشكلة التي تواجه الكثير من الناس أن هذه المصحات نخبوية وباهظة الثمن في كثير من الأحيان، مع أن من ليست لديه الإمكانيات المادية، يمكنه أيضا التمتع بفوائد تلك البرامج باتباع بعض الأنظمة المبسطة، على شرط توفر العزيمة والإرادة واتباع التعليمات بدقة. وننصح أن تكون البداية بيوم في أسبوع على مدار أربعة أسابيع، أو ثلاثة أيام متتالية في الشهر، نتوقف فيها عن تناول كل الأكلات التي تحتوي على اللحوم المصنعة مثل «الهمبرجر» أو البسطرمة وما شابهها، والاستعاضة عنها بتناول الخضراوات والفاكهة الطازجة، مع شرب كمية كبيرة من الماء لا تقل عن 10 أكواب على مدار اليوم، مع الابتعاد قدر الإمكان عن الشاي والقهوة والمياه الغازية. والفرد سيعاني من بعض الحرمان في البداية، وسيشعر بأن قائمة الممنوعات مطولة، لكن بعد أن يلمس النتائج، سيتأكد بأن الأمر جدير بالتضحية. وهناك عدة أنظمة من «الديتوكس»، يمكن للفرد أن يختار منها ما يناسب أسلوب حياته: ديتوكس كلاسيكي: الحرص على تناول فنجان ماء دافئ بالإضافة إلى عصير ليمونة في الصباح. - الإفطار: فواكه طازجة. - قبل الغداء بساعة: كوب من النعناع أو البابونج أو عصير الفاكهة. - الغذاء: سلطة من قائمة الخضراوات المسموح بها، بالإضافة إلى رشة عصير ليمون وبعض الأعشاب الطازجة. ويمكن تناول السمك المشوي، والسردين، والسالمون، والتونة. - العشاء: سلطة خضار أو فواكه. - قبل النوم: الحرص على تناول كوب من النعناع أو الشاي الأخضر. ديتوكس الفواكه: - تناول على مدار اليوم (أو ثلاثة الأيام) فاكهة طازجة أو عصائر معدة بالمنزل. - أفضل الفواكه التي تحتوى على مضادات للأكسدة بصورة كبيرة: التفاح، والكيوي، والأناناس، والخوخ، والكمثرى، والفراولة، والتوت البري. ويمكن الاعتماد على التفاح لمقاومة الجوع بحد أقصى 8 تفاحات على مدار اليوم. ديتوكس الخضراوات: الملفوف، والجزر، والكرفس، والبصل، والثوم، والخس، والبروكولي، والخيار، والكوسة، والبقدونس، والفلفل الأخضر، والهليون. يمكن تناول هذه الخضراوات طازجة على مدار اليوم أو صنع شوربة كوجبة للغذاء مع تناول أي نوع من الأسماك المشوية. وهناك بعض الأعراض الجانبية التي قد يشعر بها متتبع النظام، مثل الصداع، والتوتر، ورائحة ملموسة للجسم خصوصا لمن يتناول أكلا غير صحي، وظهور حبوب على الوجه، وغيرها من الأعراض التي تعني أن الجسم بدأ في التخلص من سمومه. المطمْئن أن هذه الأعراض تزول بعد فترة وجيزة. ونحذر متتبعي «الديتوكس» من الولائم وحضور المناسبات في هذه الفترة، لكونها تضعف الإرادة والعزيمة. وننصحهم بضرورة التخلص من «رقائق البطاطس، والشيكولاتة، والمكسرات، والسكاكر، والمياه الغازية، فهي مخربة للنظام. كما ينصح بالمشي نصف ساعة على الأقل يوميا، والخلود إلى النوم مبكرا، ولا بأس من أخذ حمام بخار أو ساونا لكي يتخلص الجلد من الأملاح والسموم مع تدليكه بفرشاة جافة. بعد فترة من التعود على هذا النظام، سيشعر الشخص بارتفاع ملموس في معنوياته ومزاجه، لأن جسمه يكون قد قام بعملية تنظيف ذاتية، شملت تطهير القولون وتقوية الرئتين ورفع أداء الكلى والكبد وأراحت الجهاز الهضمي، مع تعديل المزاج ورفع المعنويات، هذا إضافة إلى فقدان للوزن لمن يعانى السمنة. قد يتساءل البعض: متى يعرف الفرد أنه بحاجة إلى الخضوع لنظام «الديتوكس»؟ الإجابة، حسب إخصائي التغذية، أن هذا يحدث عندما تتكرر الشكوى من الإعياء أو الشعور بالإجهاد، وضيق التنفس، والإمساك المستمر، وحب الشباب، والرشح المتكرر، وكثرة الإصابة بالشد العضلي. فكل هذه علامات تدل على أن هناك خللا وظيفي يحتاج منك إلى تفريغ السموم الداخلية وتسهيل عملها. ويؤكد دراهم أن العملية لا يجب أن تقتصر على فصل بعينه، بل يفضل أن تكون مع بداية كل فصل، لا سيما أنه نظام آمن يمكن لأي فرد اتباعه ابتداء من عمر 16 إلى 60 عاما، لكن يحظر على الأطفال والحوامل والمرضعات.