أصابت حالة من الصدمة والذهول عابري شارع أم القرى في حي الصفا أمس، وهم يشاهدون رجلا في مقتبل العمر يلاحق آخر في الشارع ويسدد له طعنات على الظهر حتى سقط مضرجا وسط دمائه. لم يكتف القاتل بطعناته فقفز إلى رصيف الشارع أمام جثة غريمه ليتأكد من مقتله، ثم حاول الهرب من مسرح جريمته، لكن ثلاثة عابرين لحقوا به وشلوا حركته وانتزعوا السكين من يده قبل تسليمه إلى سلطات الأمن. الواقعة التي شهدها حي الصفا في العاشرة من صباح أمس، كشفت جريمة أخرى ارتكبها نفس الجاني في حق زميل له في السكن فارق الحياة بطعنات مماثلة لتلك التي قضى بها قتيل شارع أم القرى. قال شهود عيان: إن القاتل لم يترك جثة خصمه حتى هدأت أنفاسه وخرجت روحه، الأمر الذي أوحى أن الحادث الغريب الذي شهده الشارع يعود إلى رغبة انتقام وتشف، لتكشف التحريات السريعة أن القتيلين المصريين سقطا بسبب خلاف حول فواتير واجبة السداد. وصلت إلى مسرح الجريمة عشرات الدوريات الأمنية في الوقت الذي ضربت فيه السلطات طوقا حول مسرح الحادث لمنع اقتراب الفضوليين، وتتبع رجال الأمن آثار الدماء إلى غرفة خلفية في محيط بناية، وفوجئوا عند دخولهم بجثة مسجاة على الأرض والدماء الساخنة تغطيها من إثر طعنات قاتلة. وكشفت التحريات أن الغرفة شهدت بداية الجريمة التي انتهت بسقوط قتيلين على يد رجل من ذات الجنسية، ليتم على الفور اقتياده إلى شرطة الصفا لمعرفة دوافع جريمته. وذكر شهود عيان في الموقع أن الجاني كان هادئا لحظة ضبطه وأدلى بتفاصيل جريمتيه لمحققي الأمن، مشيرا إلى أنه ضاق ذرعا بتعليقات رفاقه في السكن ومعايرتهم له بسبب قيمة فواتير متأخرة ظل يلح عليهم في سدادها. وقال المتهم في الاستجواب «دخلت إلى الغرفة فوجدت أحدهم، حدثت بيننا مشاحنة كلامية، فسددت إليه عدة طعنات قاتلة، أثناء ذلك سمعت طرقا على الباب فبادرت بفتحه ووجدت رفيقي الثاني أمامي وجها لوجه، ولما رأى القتيل وسط بركة من الدماء ركض سريعا فلاحقته بسكيني في الشارع، وتمكنت من توجيه طعنتين إلى ظهره، ومع ذلك واصل ركضه وسط الشارع العام فسقط وواصلت توجيه الطعنات إلى صدره وأصابته عشر في مقتل. في ذات الوقت بعثت سلطات الأمن في شرطة جدة خبراء من الأدلة الجنائية لرفع الدلائل والآثار من مسرح الجريمة، كما رفعت الأجهزة المختصة البصمات من غرفة القتيل الأول، وتحفظت على أداة الجريمة، فيما تولى الطبيب الشرعي تفحص الجثتين لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، وأكدت التقارير أن الطعن بأداة حادة تسببت في رحيل العاملين المصريين. إلى ذلك أبلغ شاهد عيان كان قريبا من مسرح الحادث لحظة وقوع الجريمة، أنه كان يعبر شارع أم القرى ورأى رجلا في مقتبل العمر يركض ويترنح والدماء تسيل منه، وخلفه آخر كان يحمل سكينا تقطر منها الدماء ثم وجه طعنات إلى الأول الذي سقط بلاحراك، حاول القاتل الفرار، إلا أن ثلاثة عابرين لحقوا به وقيدوه وشلوا حركته قبل وصول الدوريات الأمنية. وقال المتحدث الرسمي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد: إن المتهم رهن التحقيق والتحري. تابع مجريات العمل الأمني مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، فيما باشر مسرح الجريمة ميدانيا مدير التحقيقات الجنائية العميد محمد الجهني، ومساعده العميد محمد الهطلاني، فيما تابع أعمال التحري مدير التحقيقات في مركز شرطة الصفا وفريق التحقيقات الجنائية في الشرطة.