أجمع اقتصاديون وخبراء إسرائيليون فى مجال النقل والملاحة البحرية على أن مشروع خط السكك الحديدية الذى أقرت الحكومة الإسرائيلية إقامته للربط بين ميناء إيلات على البحر الأحمر وعدد من الموانئ على البحر المتوسط لنقل البضائع والأفراد سيكون مصيره الفشل، وإنه مشروع خيالى ويفتقر إلى أى جدوى تجارية أو اقتصادية أو فنية.ولن ينجح فى كسر احتكار قناة السويس، وسيسبب عددا من المخاطر الأمنية لإسرائيل، بحسب صحيفة "الشروق" المصرية نقلاً عن موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى . ولفت الموقع إلى تقرير أعده سبعة خبراء إسرائيليون فى مجالات مختلفة من بينهم دافيد روزان أحد المسئولين الكبار فى شركة تسيم للملاحة وأكد فيه أنه لا توجد أى فرصة فى أن تفضل شركات الملاحة الجسر البرى الذى تقيمه إسرائيل على قناة السويس، لأن نقل الحاوية على خط القطار سيتكلف 30 ضعفا من نقلها عبر قناة السويس، وتحتاج فى 21 يوما للنقل بين البحرين فى حين أن الرحلة عبر قناة السويس لا تتجاوز 14 ساعة فق . وأوضح روزان فى تقريره أن المشروع الإسرائيلى يقتضى تفريغ حمولة السفينة فى إيلات ثم شحنها من جديد على القطار، وتفريغها فى أشدود ثم إعادة شحنها وهو ما يحتاج إلى أسبوع كامل ويتكلف ألف دولار، فى حين أن العبور عبر قناة السويس يتكلف 30 دولارا فقط. وأضاف إن تشغيل الجسر البرى بين البحرين يحتاج إلى ثلاثة موانئ ، وإلى إقامة ميناء كبير فى إيلات يستوعب السفن الضخمة وهذا لم يتحقق حتى الآن. الخبير الإسرائيلى رد على تصريحات بنيامين نتنياهو التى أكد فيها الأهمية الاستراتيجية للمشروع فقال إنه حتى من حيث التأمين من مخاطر الحرب فإن مضيق تيران من الممكن أن يغلق، وعندئذ سيكون من المستحيل الوصول إلى البحر الأحمر أى أن قناة السويس لن تغلق فقط بل سيغلق أيضا ميناء إيلات. وتابع الخبير الإسرائيلى «حتى لو أغلقت القناة فقط فى جالة الحرب، فإن شركات الملاحة ستفضل الإبحار عبر جنوب أفريقيا، وهذه الرحلة ستطول أسبوعا عن الرحلة عبر قناة السويس فى مقابل ثلاثة أسابيع عبر الجسر البرى الإسرائيلى. وفضلا عن ذلك وعلى ضوء ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، فإن هناك توقعات بأن ذوبان الجليد سيفتح ممرات منافسة للمرات الحالية فى عام 2030- 2040. وبحسب التقرير فإن المشروع يواجه صعوبات فنية عدة منها كيفية الربط بين محطة القطار وبين ميناء إيلات فى الجنوب حيث ستقام محطة القطار على بعد ثمانية كيلومترات من الميناء . ومن بين الأفكار المطروحة حفر قناة للمياة تصل بين الميناء ومحطة القطار. لكن خبير النقل البحرى دافيد روزان يرى أن حفر قناة مياه سيتسبب فى مشكلات لأنه عبارة عن بركة مياه مغلقة وهو أمر لا يوجد فى أى مكان آخر فى العالم. وإلى جانب تدمير خليج إيلات كله سيلحق حفر القناة ضررا كبيرا بالسياحة فى مدينة إيلات، ويحولها إلى مدينة صناعية. وعن الانعكاسات الأمنية والسياسية للمشروع على العلاقات المصرية الإسرائيلية رأى إفرايم هاليفى رئيس جهاز الموساد السابق إن المشروع الإسرائيلى قد يؤدى إلى مزيد من التوتر مع مصر . وأضاف «إذا كان المصريون مشغولين فى هذه الأيام بأشياء أخرى، ففى حالات معينة سيكون المشروع الإسرائيلى دافعا رئيسا لهم للتفكير فى ما إذا كانت اتفاقية السلام مع إسرائيل تستحق أم لا. وبالنسبة لنا من المهم أن يحافظ المصريون على المعاهدة.