كشف مريض هارب من مستشفى الأمل في جدة تفاصيل قصة وأسباب الهروب للمرضى الذي حدث قبل نحو أسبوع، وأوضح المريض «ف، ع» أنه رتب لعملية الهروب بالتنسيق مع المرضى بمشاركة بعض منسوبي الأمن الصناعي وأحد مشرفي التمريض في المستشفى، وروى المريض طريقة الهروب مؤكدا أنه افتعل وجود حريق وهمي أثناء دخول سيارات «وجبة العشاء» واستغلال فتح الأبواب ما مكنهم من الهرب إلى القسم المخصص للتنويم ومن ثم لمغادرة المستشفى. وبرر المريض أسباب إقدامه وبعض زملائه على الهرب نتيجة الواقع الصعب، وبسبب عدم الاهتمام بمطالبهم، مؤكدا في الوقت نفسه أنهم تعرضوا للقسوة والضرب والإهانة على حد قوله ما دفع البعض منهم لمحاولة الانتحار، وذكر أن المرضى يعانون من ضغوطات نفسية مختلفة، مؤكدا أن البعض منهم أراد الهرب بسبب الضرب والسجن في غرفة خصصت لتربيط المرضى وتكبيلهم، وزاد، «البعض يقوم بسحب المريض وربطه على السرير وتشغيل التكييف». وأنحى باللائمة على إدارة المستشفى، مؤكدا أنها قصرت في تقديم العلاج المناسب لحالات الإدمان والاكتفاء بصرف أدوية البنادول والمضادات الحيوية التي لا علاقة لها بعلاج الإدمان، وأشار إلى أن الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين المعنيين بالعلاج يتغيبون عن جلسات العلاج بشكل يومي ما أفقد المرضى ثقتهم بالعلاج، مبينا أن إدارة المستشفى تقوم بعلاج حالات الهيجان بالضرب والإبر التي تفقد المريض السيطرة على نفسه وتجعله فاقد التركيز. واستشهد المريض، أنه كان يعاني من تقرحات في جسده، وحاول مرارا تقديم طلب إلى إدارة المستشفى بتحويله إلى مستشفى حكومي لعلاجه لكنه قوبل بالرفض، وجزم بوصول الدخان إلى المنومين عن طريق التهريب إما من خلال الزوار أو بعض العاملين في المستشفى، مضيفا أن المستشفى يحتوي على أقسام عدة منها قسم (B) مخصص للتنويم لفترة انسحاب الأعراض الإنساجية بين المريض مثل الغثيان والاستفراغ وغيرها, قسم(C) وهو الخاص بتعديل السلوك من خلال البرامج التأهيلية، والقسم الثالث (D) وهو القسم المتخصص بتأهيل المدمن وتجهيزه ليتأقلم مع المجتمع، فيما خصص القسم الرابع (I) لأصحاب القضايا. ونبه إلى أن تأخر علاج الحالات المرضية يمتد مع الأسف إلى ثلاثة أشهر ما أدى إلى زيادة عدد المدمنين وتردي حالتهم الصحية، مطالبا بتدخل عاجل وإصلاح مواطن الخلل في المستشفى الكبير. مصادر صحفية طرحت اتهامات المريض على مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود الذي رفض التعليق، مطالبا وسائل الإعلام بعدم تبني وجهة نظر النزلاء، مفضلا إعطاء المجال للجنة التحقيق لكشف حقائق الهروب ومشاكل المستشفى.