قال الضَمِير المُتَكَلِّم: الأسبوع الماضي قام مجموعة من نزلاء مستشفى الأمل في محافظة جدة بالهروب من المستشفى في حادثة غريبة؛ هذا وقد كشف أحد الهاربين لصحيفة عكاظ في عددها الصادر يوم السبت الماضي تفاصيل الحادثة؛ والمهم ما ذكره من مُبررات لذلك الفرار الغريب حيث أكد أنه تَمّ بسبب عدم الاهتمام بمطالب المرضى، وتعرضهم للقسوة والضرب والإهانة على حد قوله والسجن في غرفة خصصت لتربيط المرضى وتكبيلهم، وزاد قائلاً: «البعض يقوم بسحب المريض وربطه على السرير وتشغيل التكييف». مضيفاً أن إدارة المستشفى قصرت في تقديم العلاج المناسب لحالات الإدمان والاكتفاء بصرف أدوية البنادول والمضادات الحيوية التي لا علاقة لها بعلاج الإدمان، وأشار إلى أن الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين المَعْنِيين بالعلاج يتغيبون عن جلسات العلاج بشكل يومي مما أفقد المرضى ثقتهم بالعلاج، مبينا أن إدارة المستشفى تقوم بعلاج حالات الهيجان بالضرب والإبر التي تفقد المريض السيطرة على نفسه وتجعله فاقد التركيز. ونَبّه المريض المسكين إلى أن تأخر علاج الحالات المرضية يمتد مع الأسف إلى ثلاثة أشهر مما أدى إلى زيادة عدد المدمنين وتردي حالتهم الصحية، مطالباً بتدخل عاجل لإصلاح مواطن الخلل في المستشفى الكبير!! الصحيفة في نهاية التقرير أكدت رفض مدير الشئون الصحية في جدة التعليق على هذه الأقوال؛ مطالبا وسائل الإعلام بعدم تبني وجهة نظر النزلاء). والحقيقة إن كان ما قاله ذلك النزيل الهارب صحيحاً؛ فتلك مصيبة كبيرة؛ فكيف يحرق بالنار مَن يحمل شمعة الأمل، وكيف يضرِب بالسوط من يرفع بيارق التفاؤل، وكيف يُخِرِج الدمعة مَن وظيفته زرع البَسْمَة؟! إن كان ما ذُكر حقيقة؛ فقد تحول ذلك المرفق الحكومي بضربه ومعاملته القاسية لنزلائه من مستشفى أمل إلى (معتقل). وهذه الحادثة إذا أضفنا لها حادثة الجمعة الماضية حيث قامت نزيلات دار الرعاية للفتيات في مكةالمكرمة بشغب للمطالبة بتغيير مديرة الدار وبعض الموظفات، وتحسين معاملتهن، وكان سبقه رَصْد مخالفات على هذه الدار من قبل وَفْد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الذي قام بزيارتها في فترة سابقة؛ هاتان الحادثتان وغيرهما جرس إنذار لدراسة الواقع الإنساني ومستوى التعامل في المستشفيات ودور الرعاية المختلفة؛ فالرحمة وحسن المعاملة نصف الدواء؛ بل هي الدواء يا هؤلاء! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]