منذ سنوات عدة و«العم عبدالله» يجوب شوارع وأزقة المدينةالمنورة بسيارته «البيك أب» (الوانيت) بحثاً عن راكب يجد مقابل توصيله بضعة ريالات تعني له على قلتها دخلاً يؤدي له غرضاً ما، ويقول العم عبدالله ل «الحياة»: «إن هذه المركبة مصدر رزقي الوحيد أعول من خلالها عائلتي وأطفالي وأعمل سائقاً عليها منذ سنوات عدة»، بينما يعتبر سائق «بيك أب» أحمد حسين بأنها وسيلة النقل الأرخص في المدينةالمنورة حتى استحالت وسيلة «نقل الضعفاء». وأضاف أن أسعار النقل تتراوح ما بين خمسة إلى 20 ريالاً لا يزيد عليها في أحسن الأحوال، وعلى رغم ذلك فإن قائدي «الوانيتات» محاربون من قبل أصحاب «الليموزين» وأصحاب المركبات الخاصة، إضافة إلى المضايقة من قبل الجهات المعنية التي تمنع استخدام «الوانيت» في نقل الركاب، ولذلك يمنع دخولها المنطقة المركزية بالمدينةالمنورة. وقال علي الحسيني إن «البيك أب» أصبحت الوسيلة الوحيدة التي أثبتت وجودها، والأكثر شعبية بالمدينةالمنورة، بسبب زهادة مبلغ أجرتها وسرعة وصولها وتميز قادتها بمعرفة الأحياء والطرقات كافة بصورة جيدة جداً. وفي سياق متصل، عزا أحد سائقي «الوانيت» عبدالله الترجمي ل«الحياة» إقبال الناس وحرصهم على استخدامها في تنقلاتهم إلى ارتفاع سعر «المشوار» بسيارة «الليموزين»، وقال: «كما أن أصحاب سيارات الأجرة يستغلون المواسم الدينية (رمضان والحج) بمضاعفة الأسعار إلا أن أسعار «الوانيت» تظل ثابتة ولا تزيد على ال20ريالاً حتى في أوقات المواسم». أما نايف اللهيبي (سائق وانيت) فيقول إن الكثيرين من ذوي الدخل المتوسط يعتمدون عليها كمصدر دخل، فمنهم من يستخدمها في مزاولة بيع الخضراوات والفواكه والبعض الآخر يستخدمها في نقل الركاب، «وحظيت هذه النوعية من المركبات بمميزات لا تجدها في المركبات الأخرى». واقترح اللهيبي على الجهات المسؤولة التصريح ل «الونيت» بنقل الركاب أسوة ب «الليموزين»، وتطبيق نفس اللوائح والأنظمة المطبقة على «الليموزين» مع اختلاف الإجراءات (كلاً حسب طبيعته) كي يساعد على القضاء على العشوائية التي تمارس من قبل أصحاب «الوانيتات» في عملية نقل الركاب، كما يسهل مهمة إدارة المرور في التعامل مع أصحابها. واستغرب تركي المطيري «سائق وانيت» من الهجوم الذي يتعرض له سائقو «الوانيتات» والتقليل من شأنهم، موضحاً أن سائقها مثل سائق أي مركبة أخرى يتبع الأنظمة والقوانين وإن اخطأ سائقها أو قام بأي مخالفة مرورية فيحاسب ويتعرض للمخالفة والغرامة. وأضاف المطيري أن أكثر سائقي «الوانيتات» يبحثون عن مصدر رزقهم من خلال نقل الركاب وأكثرهم من ذوي الدخل المتوسط، الذين تمثل هذه المركبة مصدر الرزق الوحيد لهم. ويقول بندر الحيسوني «سائق ليموزين» ل «الحياة»: «إن أكثر سائقي «الوانيتات» ينقلون الركاب بطرق خاطئة معرضين حياتهم إلى الخطر، مثل: إركابهم بالحوض الخلفي المكشوف». وحكى وقائع مشاهدة حين قال: «صادفت الكثيرين من سائقى «الوانيتات» ينقلون الركاب بهذه الطريقة خلال موسم الحج، وبسبب سلوكياتهم الخاطئة منعوا من دخول المنطقة المركزية بالقرب من المسجد النبوي، لأنهم في السابق كانوا يقفون بمركباتهم جوار الفنادق الفخمة من أجل اصطياد الركاب متسببين في عرقلة الحركة المرورية. خالد عباس (راكب) ناصر أصحاب «الوانيتات» وقال: «أقضي مشاويري في التنقل بواسطتها بسبب رخص أجرتها ولكثرتها في المدينةالمنورة، فلن ينتظر الراكب على الطريق سوى بضع دقائق حتى يجد وسيلة النقل التي تقله إلى المكان الذي يقصده بأجر زهيد». وأضاف عباس أن أكثر المواطنين والمقيمين يستخدمون «الوانيت» وسيلة في تنقلاتهم وقضاء أعمالهم اليومية، وأن كبار السن والنساء يفضلون التنقل بها بدلاً من سيارة الأجرة بسبب رخص السعر ولكثرتها في المدينة حتى اعتاد الناس على هذه الوسيلة منذ سنوات وظلت واحدة من ثقافتهم. ويرى المواطن محمود علي أن غالبية أصحاب «الوانيتات» يمارسون سلوكيات خاطئة في الطريق، كالوقوف في وسط الطريق من دون مراعاة أو انتباه إلى المركبات المقبلة من الخلف، ما تنتج منه عرقلة الحركة المرورية وبالتالي تقع الحوادث المرورية، أو الخروج من الشوارع الفرعية إلى الطرق الرئيسة من دون أي مبالاة من قائدها مستخدماً أسلوب الهجوم، ولذلك أطلق أهالي المدينةالمنورة على «الوانيت» كنية «أبوهجمة». نتيجة اتباع قائديها أسلوب المراوغة والدخول بين المركبات معرضين حياة من بالمركبات الأخرى للخطر.