شن مؤسس "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد هجوماً على الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية والمجلس الوطني السوري منتقداً متهماً إياهما بمحاولة اغتياله ووصفهما ب "شبيحة الثورة". وتعتبر هذه التصريحات من قبل الأسعد -الذي تعرض لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة في بلدة الميادين بمحافظة دير الزور شرقي سوريا في مارس/آذار الماضي- الأولى من نوعها إذ حملت في ثناياها تهجماً واضحاً على رموز المعارضة السورية الخارجية. وأجرت صحيفة "عكاظ" السعودية الثلاثاء الماضي لقاءً مع الأسعد في مخيم الضباط في أنطاكيا اتهم فيه أن السياسيين المعارضين في الخارج "ينامون في الفنادق على حساب الثوار في الداخل". وكشف عن محاولات جادة لتصفيته، من قبل المجلس وكذلك الائتلاف، دون أن يقدم دلائل. وقال الأسعد "ما يحصل الآن في الثورة السورية، أن الكل يفعل غير ما يتكلم، وحقيقة كلنا كذابون، أصبح الكذب على لساننا حقيقة، والذي يحصل الآن أن السوريين كلهم يريدون المناصب فقط، وهناك من يستفيد مالياً في ظل هذه الظروف، وبهذه الطريقة انحرف مسار الثورة". وأضاف إن "الكثير يحسبني على الإسلاميين، علما بأن الإسلاميين أنفسهم حاربوني، ومن بينهم الإخوان المسلمون وغيرهم، ووقفوا ضدي في المجلس الوطني". وتابع الأسعد "كل ما حصلت عليه من المجلس 100 ألف دولار، كان ذلك في بداية تشكيله وبعد عام أعطوني 100 ألف دولار أخرى، وكلا المبلغين معروف طريقهما إلى الداخل". وتهجم على المجلس الوطني معتبراً أن ضغطه على السياسيين لتشكيل المجلس الوطني بقوله "أنا أول من شكل المعارضة عندما أعلنت تشكيل الجيش الحر في يونيو/حزيران، فيما تأسس المجلس الوطني في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وأنا ضغطت على السياسيين إلى أن تم تشكيله، وحينها هددت الجميع، إذا لم تشكلوا مجلساً سياسياً سأشكل قيادة وحكومة عسكرية، وتم تشكيله بناء على شرعية مني، وكان باستطاعتي آنذاك أن أشكل مجلساً سياسياً يشمل الجميع، خاصة أن المرحلة كانت مرحلة رياض الأسعد. وعُرِض علي أن أقيم مكتباً سياسياً من قبل الكثير من السياسين والوطنيين في تلك الفترة ولم يكونوا في المجلس وكان باستطاعتي استقطابهم وأنهاء المجلس". وسألت صحيفة "عكاظ" الأسعد عن سبب رفض العقود الكثيرة التي تكلم عنها؛ ليجيب "نعم تلقيت في بداية الثورة عروضاً سياسية وعسكرية كبيرة، ومن بينها عرض علي تشكيل تكتل سياسي وعسكري واسع ورفضت، حتى بعد تشكيل المجلس الوطني، وكل هذه العروض كانت من شخصيات كبيرة في الثورة السورية ولها وزنها، وكانت هذه المحاولات لنسف المجلس، إلا أنني بقيت وفيا لهم، حيث كانت تطلعاتي إنجاح الثورة فقط ولم تكن هناك انشقاقات كبيرة". واعتبر أن مشكلة الثورة كانت في المعارضة السياسية "وخصوصاً المجلس الوطني؛ المجلس مارس التشبيح على الثورة السورية، وقالها برهان غليون حين كان رئيس المجلس (إن المجلس فيه الكثير من الشبيحة) وكانوا يتقاسمون ما يقدم للثورة السورية، وسعوا إلى إبعاد العسكريين من الساحة، فكلما جاء وفد أوروبي أو عربي يقولون له إن (هؤلاء العسكر لا يفهمون. نحن من يمثل الثورة) لدرجة أن المجلس الوطني شكل كتائب باسمه في الداخل. وهناك من حاول تصفيتي من المجلس الوطني والائتلاف، وعمل المجلس على تفريق الضباط عن بعضهم البعض، معتمدين أسلوب (فرق تسد) كانوا يجتمعون مع العمداء والعقداء على حدة، ويحرضون الضباط على بعضهم الآخر من أجل السيطرة على القرار السياسي، وأيضاً حيدوا الضباط". وأكد الأسعد لمراسل الصحيفة اليومية "أنا من بنى وأسس الجيش الحر وما بنيته لأعطيه لأحد، الجيش الحر ماركة (رياض الأسعد). تصور أن المجلس الوطني في بداياته لم يضع ولا مرة في اجتماعاته آلية إسقاط النظام، إنهم مجموعة من المتسلقين على الثورة السورية. وأبدى الأسعد ندمه الكبير على تعامله مع المجلس؛ قائلاً "خطئي الإستراتيجي أنني لم أطح بالمجلس وأشكل حكومة عسكرية". ووجه اتهامات للعميد مصطفى الشيخ بوصفه أنه غير موثوق، فقد جاء إلى معسكر الضباط في تركيا، وهاجم الثورة وقال "إن الثوار يقتلون المدنيين ويخربون سوريا" وينتقد سلوكهم ولم يتطرق ولو مرة للنظام، وبعد كل هذا يريد قيادة الجيش الحر. وقال الأسعد إن عدد الضباط في مخيم أنطاكيا من كافة الرتب العسكرية يبلغ 400 ضابط.