الإصابة بداء السكّري – الفئة 2 – تحمل معها ويلات السيطرة عليه من حمية غذائية صارمة وتمارين رياضية، ولكن على وجه الخصوص، حقن الإنسولين عدة مرات في اليوم. على أن ثمة بشرى في الأفق القريب. النبأ السار الذي يزفّه العلم للملايين من مرضى السكري (الفئة 2) يأتي في شكل جرعة واحدة تغني الشخص عن حقن نفسه بالإنسولين عدة مرات يوميا، ويدوم مفعولها لفترة قد تصل بسهولة الى سنة كاملة. ويقول العلماء الآن إنهم حصلوا على هذه الجرعة «السحرية» من تطويرهم هرموناً بتمتع بخاصية فريدة، وهي زيادة عدد خلايا الجسم التي تصنع الإنسولين بما قد يصل الى ثلاثين ضعفاً. يذكر أن سكري الفئة 2 يتميز عن الفئة 1 بعدد من الأشياء أبرزها ارتفاع مستويات الغلوكوز على حساب الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس طبيعيا، إضافة الى أن مستقبلات الإنسولين في الأغلفة الخلوية لمختلف أنسجة الجسم لا تستجيب له بالشكل المطلوب. والإنسولين نفسه هرمون مسؤول عن تحويل المواد السكرية التي يتلقاها الجسم الى مختلف أشكال الطاقة التي تحتاج اليها الأعضاء لأداء وظائفها على النحو الصحيح. لكنه في الفئة 2 لا يُنتج بكميات كافية ولا يكون القليل المنتج منه ذا فعالية، ولذا يتوجب حقن المصاب به عددا من المرات يوميا، تسبق الوجبات عادة. ومن مستلزمات السيطرة على سكري الفئة 2 اتباع نظام حمية صارم – خالٍ من المواد السكرية والنشوية بالطبع - إضافة الى التمارين الرياضية اليومية. لكن حتى هذا نفسه يصبح، في أغلب الأحوال، غير كاف لوقف استفحال المرض وتالياً تدهور صحة المصاب بشكل مضطرد. وعندها يصبح لا مناص له من تناول الإنسولين على شكل حبوب في حالات قليلة وحقن في معظمها. يذكر أيضا أن هذه الفئة من السكري صارت شائعة بشكل مضطرد بين البدناء لأن السمنة أحد أهم مسبباتها. على أن الأنباء الطيبة هي أن من شأن الهرمون المُطوّر حديثا، وأطلق عليه اسم betatrophin «بيتاتروفين»، أن يوقف بالكامل تقدم هذه الفئة من السكري، وفقا لما أعلنه الباحثون بجامعة هارفارد الأميركية وتناقلته عنهم الصحف الغربية. ونُقل عن هؤلاء العلماء قولهم إن هذا يعني أن بوسع المصاب أن يتناول جرعة منه مرة واحدة في الأسبوع أو في الشهر وربما في السنة (تبعا لكل حالة على حدة)، ويستغني بذلك عن ثلاث حقن من الإنسولين يوما بعد الآخر بدون انقطاع. وبدأ المشروع المبشّر، الذي أعلن العلماء نجاحه بالكامل في فئران المختبرات، عندما قرروا البحث عن وسيلة للاستغناء عن الإنسولين المصنّع وتشجيع الجسد نفسه على إفرازه طبيعيا. وكان توصلهم الى هرمون «بيتاتروفين» هو الاستجابة لهذا الحلم، كما ورد في ورقتهم المنشورة على جورنال «سيل» الطبي. فقد وجدوا أن لهذا الهرمون القدرة على زيادة الخلايا المنتجة للإنسولين 30 ضعفا. وليس هذا وحسب، بل ان هذه الخلايا لا تنتج الإنسولين عفو الخاطر وإنما فقط في وقت الحاجة اليه. وهذا يعني أن السكر في الدم يظل ثابتا على المستوى المطلوب له، بلا زيادة أو نقصان.