أثار حصول قناة الجزيرة الرياضية القطرية على حقوق البث التلفزيوني الحصري لمباريات بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم موجة استياء واستغراب واسعة في الأوساط الخليجية، وبشكل خاص في أوساط ودوائر التلفزيون في دولة الإمارات والسعودية والكويت وعُمان. وسيغيب احتكار قناة الجزيرة القطرية لبطولات الاتحاد الآسيوي القنوات التلفزيونية في المنطقة للمرة الأولى عن حقوق البث التي كانت تنحصر في اتحاد إذاعات الدول العربية، والذي بدوره كان يوزع الحقوق بين الدول حسب حصة كل دولة بمقدار ما تسهم به مالياً. وأكدت مصادر بحسب صحيفة «الرؤية» الإماراتية أن تمرير احتكار «الجزيرة» لحقوق بث البطولات الآسيوية "تم عبر مراوغات ومحاولات خداع مكشوفة تحت ستار المزايدات المالية المتصاعدة، ما أسهم في تحقيق الاحتكار القطري". وقالت الصحيفة أن العديد من علامات الاستفهام تحوم حول موقف بيير كيخيا مسؤول شركة وورلد سبورتس ، الذي أغلق هاتفه الجوال في وجه القنوات الخليجية المعنية. وسبق للقنوات أن استعدت من جانبها مجتمعة لتأمين المبلغ المطلوب لحقوق النقل والذي بلغ حد 300 مليون دولار، غير أن رسالة هاتفية من كيخيا قطعت الطريق ب «مكافأة» قناة الجزيرة بحقوق البث مقابل 360 مليون دولار. وقد سعت القنوات التلفزيونية الخليجة حثيثاً لمواجهة الأزمة عبر اتصالات مكثفة مع جهات معنية عدة، وشهدت دبي بالتحديد في الأشهر الماضية اجتماعات مكثفة بين الأطراف المعنية بمسألة حقوق بث هذه البطولات. وإزاء هذا التطور، أبلغ «الرؤية» رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي أنه سعى من جانبه لإيجاد حل للأزمة، مطالباً اتحاد غرب آسيا بالتدخل. فيما اعتبر مدير القنوات الرياضية السعودية محمد باريان ذهاب الحقوق إلى «الجزيرة» ابتزازاً «لن نسكت عنه». وفي السياق ذاته، عبر مدير قناة دبي الرياضية راشد أميري ل «الرؤية» بالقول «لن نفرط في حقوقنا». واعتبر عضو مجلس إدارة نادي العين حمد بن نخيرات العامري احتكار قناة الجزيرة لحقوق البث «خسارة كبيرة»، في ظل تفوق قنواتنا الإماراتية في النقل والتغطية، مطالباً بتعاون اتحادات الكرة الخليجية فيما بينها لتثبيت الحقوق في مصلحة القنوات الرياضية الخليجية المهتمة مجتمعة.