أثارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) موضوع معاناة السوريين المستمرة منذ حوالي عام ونصف العام وخاصة تلك الأنباء التي تتحدث عن دعوات الزواج من السوريات النازحات خارج بلادهن بدعوى الستر عليهن وذلك من خلال برنامج تلفزيوني بالإضافة إلى صفحات موقعها الإلكتروني. وكان الصحفي السعودي محمد العصيمي قد كتب -قبل حوالي أسبوع- في جريدة "اليوم" السعودية مقالة بعنوان "العار: الزواج من سورية نازحة" أشار فيها توجه الخليجيين والأردنيين إلى مخيمات نزوح السوريات في الأردن للزواج منهن. وحسب الكاتب السعودي، فإن الأمر تجاوز حالات فردية وتحول إلى ظاهرة تنتشر "بمنتهى الاندفاع والعار إلى درجة أن صاحب صفحة (سوريات مع الثورة)، أعلن لزوار صفحته، الساعين بمنتهى (الحميمية) خلف شهواتهم، عدم قبول أي طلبات زواج راجياً من الجميع ألا يرسلوا هذه الرسائل "لأنه الوقت مو وقت زواج عنا.. سوريا في حالة حرب". أما الثمن الذي يدفع في "حورية من حوريات" سوريا فلا يتجاوز 500 إلى 1000 ريال سعودي كما ينقل الكاتب عن بعض الأردنيين الذين يشاركون الخليجيين فيما سماه الكاتب بجهاد الشهوات. وبحسب "بي بي سي، قال دومينيك هايدي الممثل المحلى لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن الصندوق يدرك مشكلة تزويج القاصرات السوريات في الأردن وأضاف "إننا قلقون بشأن الزواج المبكر الذي يستخدم كآلية للتأقلم مع الأوضاع". ويعلق عاملون ميدانيون في الأردن بأن ظروف المعيشة الصعبة ومخاوف التعرض للاغتصاب تدفع بالأهالي السوريين النازحين تزويج بناتهم في سن مبكرة وبسبب تحديد سن الزواج القانوني يلجأ الأهالي للزواج غير الرسمي وغير المسجل لدى السلطات. وقد أطلق عدد من النشطاء السوريين حملة عبر صفحات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر والاعتصامات بعنوان "لاجئات لا سبايا" بهدف توعية النازحين والرأي العام بمخاطر زواج اللاجئات السوريات من عرب أو أجانب في هذه الظروف. ويوجد الآن قرابة 70 ألف لاجئ سوري سجلت أسماؤهم في الأردن. وجرى تسجيل 214120 لاجئاً إجمالاً في أربع دول مجاورة لسوريا هي الأردن والعراق ولبنان وتركيا وهو عدد يتجاوز توقعات المفوضية بتسجيل 185 ألفاً هذا العام. وتتطرح ال "بي بي سي" قضية اللاجئات السوريات في دول الجوار العربية، على موقعها الإلكتروني ليتم مناقشته في برنامجه التلفزيوني "نقطة جوار"، ويتم من خلاله تناول المحاور التالية: كيف تنظر إلى الزواج من السوريات اللاجئات في مثل هذه الظروف؟ أليس هذا انتقاصاً من كرامة وإنسانية المرأة؟ وهل حماية المرأة يكون عبر تزويجها؟ ما مصير الزيجات التي تتم في هذه الظروف؟ هل تسمح قوانين بلادك بالزواج من قاصرات؟