أضحى المكوث في مجمع المتوسطة الخامسة والثانوية الثالثة لتحفيظ القرآن الكريم في جدة، نوعاً من المجازفة وضرباً من المخاطرة بالأرواح، بعد أن انتشرت الشحنات الكهربائية في حوائطه وأصبحت نحو 800 طالبة ومعلمة مهددات بالموت صعقاً. وعلى رغم أن إدارة المجمع تؤكد أنها خاطبت الجهات المختصة حول المعاناة الممتدة منذ ستة أعوام، إلا أن مخاطر التيار مستمرة، بل تفاقمت مع هطول الأمطار الأخيرة على المحافظة. وتساءل عدد من المعلمات عن أسباب تجاهل الشكاوى المتكررة التي رفعتها إدارة المجمع لمركز وسط جدة، وإدارة تعليم البنات، والدفاع المدني للوقوف على المخاطر المحدقة بهن، مطالبات بوضع حلول سريعة، لاسيما وأن المدرسة كما يؤكدن شهدت مع هطول الأمطار الأخيرة انبعاث دخان كثيف من أحد فصول المرحلة الثانوية، ما أثار الرعب بين الطالبات وكاد تدافعهن عشوائياً أن يؤدي إلى كارثة، لولا التدخل السريع من إحداهن بفصل التيار الكهربائي، فيما تولت إحدى المعلمات تنظيم التلميذات وإعادتهن إلى فصولهن بعد زوال الخطر. وأكدت المعلمة (أ ي) أن مشكلة الماس الكهربائي المتكرر منذ سنوات عدة، لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب، مشيرة في حديثها الى أن الدفاع المدني زار المدرسة قبل نحو عامين، وطمأن الإدارة بعدم وجود أي مشكلة في التمديدات الكهربائية تدعو للقلق. وقالت: إن الشحنات الكهربائية لا تزال تسري في الحوائط، وتتسلل إلى الطالبات، ما استدعى تقديم عدد من الشكاوى لمركز وسط جدة وإدارة تعليم البنات من دون اتخاذ أي تدابير لحل المشكلة. وأضافت: إن المجمع المكوّن من ثلاثة طوابق يحوي المرحلتين المتوسطة والثانوية، ويبلغ عدد طالباته مع المعلمات والإداريات نحو 800 طالبة، فيما تجاورها المدرسة الابتدائية الخامسة لتحفيظ القرآن ومدرستان أخريان هما المتوسطة الثالثة والابتدائية ال 91، معتبرة أن ذلك يزيد من المخاوف في حال حدوث حريق نتيجة الوضع السيئ للكهرباء في المجمع. وأكدت أن أصوات إنذار الحريق تعمل باستمرار، مايجعل المعلمات يفصلنها في كثير من الأحيان، لعدم إثارة الرعب في نفوس الطالبات، لافتة إلى أن العاملات في المدرسة يشعرن بالتماسات كهربائية متكررة خصوصاً في مقابض الأبواب والجدران. وأفادت أن معاناتهن تتفاقم في الصيف حيث يغيب التيار عنهن، مما يضطرهن إلى التعايش مع الأجواء الحارة، مشيرة إلى أن معاناتهن ليست وليدة اللحظة، بل إن مدتها تزيد على ست سنوات، مطالبة الجهات المختصة بالتدخل سريعاً قبل أن يتفاقم الوضع ويحدث ما لا يحمد عقباه.