بدأت السلطات الكويتية التحقيق مع مدير قناة السور التلفزيونية محمد الجويهل بتهمة المساس بالوحدة الوطنية بعد الجدل الواسع الذي أثاره برنامج بثته القناة وأداره بنفسه. وتسببت الحلقة الأولى من برنامج \"سرايا\" الذي أداره الجويهل في إثارة بوادر أزمة سياسية في البلاد بين الحكومة الكويتية والمعارضة التي تطالب باستجواب رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والإعلام. وقد اعتقلت السلطات الكويتية مساء الخميس محمد الجويهل فور عودته إلى الكويت واقتادته للتحقيق معه على خلفية التشكيك في ولاء شريحة من أبناء بعض قبائل الكويت وإهانة البدو والتهجم على عدد من أعضاء مجلس الأمة (البرلمان). وقد أثار برنامج \"سرايا\" ردود فعل نيابية غاضبة تطورت إلى مسيرة حاشدة أصدر المشاركون فيها بيانا انتقدوا فيه البرنامج بسبب \"تشكيكه في ولاء أبناء القبائل باعتبارهم مزدوجي الجنسية\". ووسط حضور جماهيري غاضب قدر بأكثر من عشرة آلاف مشارك في منطقة العقيلة أعلن رئيس مجلس الأمة السابق النائب أحمد السعدون عزم عدد من النواب على تقديم ثلاثة استجوابات دفعة واحدة لكل من رئيس الوزراء ووزيري الإعلام والداخلية. وندد المشاركون في تلك المظاهرة بالسكوت الرسمي على القناة ومالكها، وحمل نواب معارضون الحكومة \"كامل المسؤولية عما يجري من فتنة وسكوتها عن محطات أخرى مشبوهة تمارس الفتنة المنظمة بمباركة ودعم مسؤولين وأقطاب سياسيين في تمويلها وحمايتها وبشكل مفضوح\". وطالب السعدون وهو رئيس تكتل العمل الشعبي داخل البرلمان برحيل الحكومة، وقال إن حكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح \"لا تستطيع أن تدير البلد\"، مبينا أن الأمور يجب أن تحسم سريعا. من جهته اتهم النائب مسلم البراك رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح برعاية ما سماه \"الإعلام الفاسد\"، وأشار إلى غياب الثقة في الحكومة التي تريد \"هدر كرامة الشعب برعاية الإعلام الفاسد\". وقال مخاطبا رئيس الوزراء إن \"قاعة البرلمان لا تحملنا نحن الاثنين، فإما نحن وإما أنت\".