اغلقت وزارة الإعلام الكويتية ليل السبت قناة «السور» التلفزيونية بعد 24 ساعة من بدئها البث، وذلك بسبب استخدامها تعابير عنصرية جارحة ضد الكويتيين من اصل قبلي. وجاء القرار بعد تظاهرة غاضبة ضمت آلاف القبليين احتشدت امام منزل قطب المعارضة النائب مسلم البراك وهو من قبيلة «مطير» وتهديد نواب من القبائل باستجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الأحمد مجدداً وسحب الثقة منه ما لم يتخذ اجراء ضد صاحب المحطة محمد الجويهل الذي تردد انه غادر البلاد بعد وقف محطته الى القاهرة. وقال المحتجون انهم سينظمون اعتصاما اليوم امام مجلس الأمة (البرلمان) للمطالبة بإجراءات رادعة ضد «من يضربون الوحدة الوطنية». وكان الجويهل، وهو شخصية مثيرة للجدل، ترشح لانتخابات مجلس الأمة (البرلمان) بصورة متكررة وأُبطل ترشيحه في احدى المرات بسبب مثوله امام القضاء في قضايا مالية، ومرة لأنه عرض صراحة اموالاً على ناخبين. ولجأ الجويهل في طرحه الانتخابي الى لغة حادة ضد المواطنين من اصل قبلي واصفاً إياهم بأنهم «مزدوجو الجنسية»، غير انه ظهر يوم الجمعة الماضي في اول يوم من بث قناته «السور» وتحدث لمدة ساعة صادماً الجمهور الكويتي بترديده عبارات ومصطلحات تحقير عنصرية ضد البدو لا يتلفظ بها حتى رجل الشارع العادي. وخص الجويهل النائب البراك بشتائم طالت حتى زوجته وعائلته. وبعد ساعات اعادت قناة «سكوب» التلفزيونية الكويتية بث حديث الجويهل. هذا البث دفع آلافاً من القبليين الى التجمع امام منزل البراك في حشد غاضب تناوب خلاله عدد من نواب القبائل على التحدث مهاجمين الجويهل ومتهمين الحكومة بتشجيعه عملياً من خلال التغاضي عما يفعل. واتهم النائب خالد الطاحوس قطباً في الأسرة الحاكمة بتمويل قناة «السور» بينما هدد النائب احمد السعدون وهو رئيس سابق للبرلمان باستجواب رئيس الوزراء مجدداً. وقام الحشد والنواب بعد الكلمات بمسيرة احتجاجية وأغلقوا بعض الطرق الرئيسية جنوب غربي العاصمة، غير ان مطالبات بالتوجه الى وزارة الإعلام ومرافق حكومية اخرى ألغيت بعدما وصلت أنباء عن وقف القناة. وكانت الحكومة اظهرت بطئاً في معالجة المشكلة، اذ قالت وزارة الإعلام في البداية ان «السور» غير مرخصة في الكويت وتبث من الخارج، وهو عذر لم يقبله المحتجون. ثم صرح وزير الإعلام الشيخ احمد العبدالله الصباح ان الوزارة توصلت الى طريقة فنية لإيقاف بث القناة بالاتصال بالشركة المسؤولة عن ذلك، وتوقفت «السور» بعد 24 من انطلاقها، ولم يصدر عن الوزارة ما يبين انها ستتخذ اجراءات من أي نوع تجاه القناة وصاحبها، الا ان وزراء قالوا ان هذا الملف سيبحث في اجتماع خاص للحكومة كان متوقعاً عقده ليل امس. وجاء بث قناة «السور» بعد يومين من حصول رئيس الوزراء على ثقة البرلمان بعد استجوابه، وبعد يوم واحد من حصول وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد على الثقة ايضاً بعدما قام النائب البراك باستجوابه، الأمر الذي جعل نواباً من المعارضة يقولون ان «السور» وخطابها الإعلامي هو «عنوان المرحلة الجديدة»، وانتقدوا رئيس الوزراء «الذي دعا الى طي صفحة الماضي والتفرغ للتنمية، ثم نفاجأ بهذه القناة وصاحبها».