أكدت تقارير صحافية أن اللقاء الذي سيجمع بين مسؤولين روس واثنين من أفراد المعارضة السورية في وقت لاحق من الشهر الجاري، وكذلك مع كوفي أنان، خطوة من شأنها إنعاش الآمال بإمكانية أن يضعف الدعم الذي تقدمه موسكو للنظام السوري. وذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن مسؤولين روس سوف يعقدون محادثات في موسكو مع اثنين من أبرز أفراد المعارضة السورية ومبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان في وقت لاحق من الشهر الجاري، وسط إشارات دالة على أن الكريملن مستعد للوقوف بقوة خلف خطة أنان التي تعنى بتشكيل حكومة انتقالية وربما يبدأ كذلك في التفكير بجدية بشأن مصير البلاد بعد تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وأوردت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قوله إن الممثل الأول عن المعارضة السورية هو الكاتب والناشط المعارض ميشيل كيلو، وأنه من المتوقع أن يصل روسيا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. وتابع بلفته إلى أن الممثل الثاني للمعارضة هو عبد الباسط سيدا، وأنه سيتواجد في موسكو بعد العاشر من الشهر الجاري، في حين سيأتي أنان لإجراء محادثات مع الجانب الروسي منتصف الشهر تقريباً. وأكمل بوغدانوف حديثه في نفس السياق بالقول إن المحادثات مع قادة المعارضة "تحظى بأهمية لأن علينا أن نبذل قصارى جهدنا لتنفيذ خطة كوفي أنان وكذلك القرارات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف". وأضافت الصحيفة أن تحركات روسيا هذه تأتي بعد يومين فقط من اجتماع بريطانيا وأميركا والصين وروسيا وفرنسا وتركيا في جنيف وموافقتهم على خطة تعني بتشكيل حكومة وحدة مؤقتة قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة وجماعات أخرى سيضعون دستورا جديدا ويطلقون عملية ديمقراطية لاختيار قيادة جديدة للبلاد. وأشارت بيانات أصدرها يوم أمس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إلى أن أحداث العنف المتصاعدة في سوريا، والتي يعتبرها كثيرون الآن حرب أهلية، قد حصدت أراوح أكثر من 16500 شخص منذ أن بدأت في آذار (مارس) عام 2011. ونتيجة لاستمرار روسيا على موقفها الرافض لأي صيغة تعنى بإجبار الأسد على التنحي خلال المحادثات التي جرت في جنيف، وصف المجلس الوطني السوري، وهو أبرز جماعات المعارضة السورية، تك المحادثات ب "الزائفة" وتعهد بمواصلة النضال. فيما قال سيرجي ماركوف، خبير على علاقة بالكريملن ونائب رئيس جامعة بليخانوف للاقتصاد في موسكو: "نريد أن يشارك الأسد في العملية، ليس لأننا نحبه، ولكن لأن مشاركته سوف تمنع حدوث انهيار كلي للنظام وصراع يشمل كل الأطراف". غير أنه أوضح أن روسيا تحاول أن تتواصل مع مختلف الأطراف، مضيفاً أنهم يحبون أن يرون الإصلاح، وإن كان لابد أن يتم خطوة بخطوة، وليس كالانفجار المفاجئ. وأوضح خبراء روس أن المعارضة السورية أبعد ما تكون الآن عن التوحد كقوة واحدة، وأنه من الوارد أن تكون هناك حلول وسط بخصوص شكل الحكومة الانتقالية التي ستكون مرضية على الأقل لعدد كاف من الأشخاص بحيث تحصل على فرصة للعمل. فيما أشار بعض الخبراء إلى أن لعبة إلقاء اللوم المستمرة منذ فترة طويلة بين روسيا والغرب ربما حادت عن مسارها وأن الفرص الحقيقية لا تزال قائمة بالنسبة للتعاون بين الشرق والغرب لمنع حدوث حرب أهلية دموية على المدى الطويل في سوريا.