أقنعوا القرد بأن الفراولة ألذ من الموز حينها سأقبل بأنني فعلا محارب للنجوم في الهلال.. هذه إحدى الإجابات التي رد بها سامي الجابر الذي سينضم إلى الجهاز الفني في نادي أوكسير الفرنسي، على أحد الأسئلة الكثيرة والمنوعة التي طرحت عليه في حوار مطول سينشر على جزأين (اليوم وغدا).. و بحسب الوطن الجابر تحدث بصراحته المعهودة دون تجمل أو استخدام بهارات لتجميل إجاباته، قال إنه يريد أن يخاطب عقلاء الهلال ويبتعد عن "الخرابيط".. كشف عن سر انضمامه إلى الجهاز الفني بنادي أوكسير الفرنسي وتاريخ توقيع العقد. بدا مصدوما جدا من واقع المجتمع الرياضي السعودي وبيئته التي وصفها بالطاردة.. قال إن طموحاته بلا حدود وقد تتجاوز تدريب الهلال.. قال إن قراءة شفايفي وترجمة حديثي عن الحكم الإيطالي دانيلو جيانوكارو، انتقام من أعداء حقيقيين.. سمى نفسه ب "رقم واحد والسوبر ستار في المجتمع رغم اعتزاله اللعب قبل 4 سنوات"... وبجرأة قال "لن أتعب نفسي بالدخول في انتخابات رئاسة اتحاد القدم". اليوم وغدا.. حوار فوق العادة مع أول مدرب سعودي يلتحق بجهاز فني في ناد أوروبي.. فاجأت الجميع باتفاق مبدئي تكون بموجبه ضمن الجهاز الفني لأوكسير الفرنسي؟ المخطط بدا منذ فترة، فأخذت في التفكير ودراسة العديد من العروض التي قدمت لي من بعض أندية المنطقة وأندية أخرى، وأخيرا وقع اختياري على عرض نادي أوكسير الفرنسي بعد أن وجدت أنه الأنسب وأنه سيشهد انطلاقتي في عالم التدريب في المستقبل كأول وجهة عمل احترافية في القارة الأوروبية التي تعد الثانية لي في مسيرتي الرياضية بعد تجربة الاحتراف في فريق ولفرهامبتون عام 2000، إلا أن التجربة الفرنسية أعتبرها أصعب من تجربتي السابقة في إنجلترا، فالتجربة التدريبية مختلفة كليا عن تجربة الاحتراف كلاعب. لكنك أحطت كل خطواتك بسرية تامة؟ هذه حقيقة، فقد جعلت الأمر سريا ولم أطلع عليه سوى رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي أعتبره أخا وصديقا لي، وبدوره بارك لي الخطوة وشجعني على القرار وعلى اتخاذ الخطوة في أسرع وقت، ومن هنا أشكره على ما عبر به تجاهي في صفحته على تويتر.. بعدما أبلغت الأمير عبدالرحمن بأني سأتخلى عن منصب مدير عام الفريق الكروي الأول ذهبت إلى فرنسا وقابلت رئيس النادي جيرارد برقوان ومدرب الفريق الخبير قيرو واطلعت على منشآت النادي الذي وجدته كبيرا في كل شيء، وفيه حظيت باستقبال رائع من قبل مسؤوليه، وكان كل شيء ممتعا خلال الفترة القصيرة التي قضيتها في النادي، كما وجدت أن النادي يمتلك أكاديمية كروية تساعد على النجاح والاستمرار في العمل بكل ارتياح، وأوكسير يعد من الأندية الكبيرة في فرنسا التي أشرف عليها مدربون كبار أمثال لوران بلان وجان فرنانديز. كيف تم التفاوض خصوصا وأنك لم تمتهن التدريب كحرفة رئيسية حتى الآن؟ كانت اليد الطولى في هذا الموضوع لمدرب الفريق الخبير قيرو الذي عرفني كلاعب منذ 1998 وطلبني وقتها لأن أكون محترفا في صفوف الفريق، فهو يعرف سجلي الشرفي كلاعب والإنجازات التي حققتها مع المنتخب السعودي ومع فريقي الهلال، إلا أن عدم السماح للاعب السعودي في تلك الفترة بالاحتراف في الخارج حال دون تحقيق طلب المدرب ورغبتي أيضا.. وفي الفترة الماضية علم بدخولي في مجال التدريب وقيامي بقيادة الهلال في بعض مبارياته ومشاركتي في الجهاز الفني لفريق الهلال وكذلك حصولي على أعلى الشهادات التدريبية (A) من معهد English football association في إنجلترا، وتم التواصل بيننا واتفقنا معا على الحضور إلى باريس الأسبوع الماضي لأجل تحقيق الاتفاق المبدئي وتم ذلك على أن يتم توقيع العقد في 18 يونيو الجاري بعد أن أنهي اختباراتي الجامعية. ألم تسع للبحث عن عرض آخر؟ حقيقة لم أتردد في الموافقة على العرض الفرنسي لأنها فرصة كبيرة لي في أن أمارس العمل التدريبي، فلو ترددت في الموقف فإن الفرصة قد لا تعود لي مرة ثانية، فالطموح الشخصي لا يتوقف عند حد معين. بعد اعتزالك تقلدت منصبا في ناديك ونلت شهادة تدريب عالية من معهد دولي معروف، فإلى أي نقطة تريد أن تصل في مسيرتك الكروية؟ تقلدت منصب عضو مجلس الإدارة في الهلال ومنصب مدير عام الفريق الكروي، وأعتقد أن خبراتي الكروية تجعلني أتقلد أي منصب وأدخل أي مجال مناسب لي فأنا أحب كرة القدم وأحب أن أبقى في مجالها ولا أحب الابتعاد عنها أبدا، ومنصب مدير عام كرة القدم إداري وأعتقد أنني أديته بنجاح نتيجة أنني كنت لاعبا وتعاملت مع العديد من المدربين وبإذن الله سأكون أيضا على مستوى التجربة التدريبية. هل تخطط لأن تكون مدربا للهلال في يوم ما؟ طموحي كبير جدا في كل شيء وقد يتخطى قيادة تدريب فريق الهلال الذي ربما أكون على رأس جهازه الفني في فترة ما. عملك الإداري بإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد صاحبه جدل كبير واستمرت السهام مصوبة نحوك تماما كما كنت لاعبا؟ الذي ينتظر أن يشيد الناس بأعماله، عليه أن ينتظر نقدهم أيضا، بعض المنتقدين يبدون منطقيين وتستفيد من نقدهم، فيما أن هناك فئة لا يمكن تقبل منهم أي شيء لأنهم ينتقصون من أعمالك ولا ينتقدونها، وخلال عملي في المواسم الأربعة الماضية، نجحت مع الهلال في تحقيق 13 بطولة، بينما تقاسمت الأندية الأخرى البطولات ال 7 المتبقية، اثنتان للأهلي ومثلهما للاتحاد وثلاث للشباب..هناك فئة من الناس لا يظهرون عندما أحقق الإنجازات منذ أن كنت لاعبا في الهلال أو المنتخب، أما عند حدوث أي إخفاق، فيسعون بقدر ما يستطيعون لإلغاء تاريخي كله. تحمل الكثير على بعض منتقديك؟ أنا لا أحمل حقدا على أحد، لكن وللأسف هذا حال المجتمع الرياضي السعودي، ليس هناك كلمة شكرا كون الاحترام في المجتمع الرياضي السعودي قليل لأننا لا نعطي للرياضي قيمة، إلى جانب أننا ننظر إلى الجانب السلبي للفرد بينما نعمم بقية إنجازاته وبطولاته ونخصص فشله. معنى ذلك فأنت تنظر إلى المجتمع الرياضي السعودي بأنه بات بيئة طاردة للمبدعين والنجوم المميزين؟ للأسف هذا هو الحال، فالمجتمع الرياضي أصبح سيئا وبيئة لا تصلح للعمل أبدا ولا تساعد أحدا على الإبداع مهما كان لديه من رؤى وأفكار. منذ أن كنت لاعبا والمجتمع الرياضي يموج في كثير من القضايا النقدية، فهل اختلفت حدة تناولها في الفترة الحالية مقارنة بما كانت عليه في السابق؟ القضية أكبر من مسالة لاعب كرة قدم أو مدرب أو إداري، والنقد لا يغضب متى كان في محله، وعندما يقول أحدهم أنت لاعب غير جيد وإداري لم تقدم العمل المأمول لفريقك أو لناديك، فقد يكون محقا مستندا على بعض الأشياء أو العكس، لكن الأمر أصبح أكبر من انتقاد مسألة عمل وأفضلية لاعب على غيره، والنقد تعدى الحدود وأصبح تجريحا يغلفه الحسد والكراهية والبغضاء والضغينة. لماذا يكاد الجابر الوحيد الذي يعتقد أن في انتقاده الكثير من الشخصنة؟ لدي إثباتاتي وسأحتفظ بها رغم أنها تبدو واضحة أمام الجميع، لكن كل ذلك لا يهمني، فقط يهمني أن أبقى أنا سامي الجابر سواء أشاد بأعمالي الصغير قبل الكبير أو العكس. خلال عملك الإداري في الهلال واجهتك عقبة (الموقف المتصلب) باختلافك مع زميلك اللاعب محمد الدعيع قبل أن تعود المياه إلى مجاريها. أذا أردت أن أكمل حواري معك فاتركنا من هذه (الخرابيط).. فتارة يقولون عقبة الدعيع وأخرى عقبة القحطاني وإنني أحارب النجوم وجميعها أشياء لا تقدم ولا تؤخر، أريد أن اتحدث للجماهير الهلالية العاقلة الواعية التي تريد سماع شيء مفيد، فكثيرون يرددون أحاديث بلا فائدة يسعون من خلفها إلى خلق الزعزعة أو خلق خلافات من لا شيء. لكن الموقف يقول إن ملاحقيك بدؤوا محاربتك عن طريق النجوم لإقصائك عن مهمتك في الهلال وإبعادك عن الساحة الرياضية؟ لا يهمني ما يقولون عن محاربتي للنجوم وما شابهها، ماذا تريد أكثر من أن يخرج أحد اللاعبين ويقسم بالله إن سامي الجابر ليس وراء اعتزاله الكرة، ومع ذلك ما زالت الجماهير تردد بأنني أحارب النجوم.. من الصعب أن تقنع القرد بأن الفراولة ألذ من الموز. كيف ترى العمل الإداري في الهلال كمنظومة بين أول سنة إدارية وفي الموسم الكروي المنصرم، هل هناك تطور إداري؟ مهما كان حجم التطور الإداري فلا بد أن تصطدم في مجتمعنا الرياضي بما يوقفك عند حد معين أو يعيدك إلى حيث بدأت.. نسمع عن التطوير وهي كلمة صحيحة لكن الذي نتكلم عنه هو أن هناك عقبات كثيرة تقف عائقا أمام التطوير الإداري كجملة ممنوع غير مسموح، ما وصلنا إليه ليس كل ما نريده والتجربة الإدارية في الهلال أفادتني كثيرا لكن الطموح يبقى أكبر، لذا ليس من المنطق أن أستمر في الهلال إلى الأبد. شعارات (الممنوع وغير مسموح) هل هي تعود إلى عدم ممارسة مسيري الكرة السعودية لأي وجه رياضي أم للعقلية التي تدار بها رياضتنا؟ بالنسبة للرياضة السعودية لا أعتقد أن هذه المساحة تكفينا للتحدث عنها وعن العقبات، لكن بصراحة أصبحت السلبيات أكثر من الإيجابيات في أمور كثيرة، وفي أوقات وسنوات سابقة تحدثت بأن الكاميرا انتقلت من داخل الملعب إلى خارجه وكان ذلك مؤشرا لانحدار المستوى آنذاك وكان الجميع ينتقد تلك الرؤى، وفي الأخير دفعنا الثمن على كافة المستويات والمنتخبات وأصبحنا في المسابقات المحلية لا نشاهد العطاءات الفنية التي تجعلنا من أفضل الدوريات على مستوى المنطقة، بل أصبحنا نحتل مراكز متأخرة على مستوى التصنيف الدولي وعلى المستوى القاري وكذلك على مستوى التصنيف الإقليمي حتى إننا ابتعدنا كثيرا عن نظرائنا. هل قصدت بانتقال الكاميرا من الملعب إلى خارجه، فتح الإعلام الرياضي على مصراعيه دون ضوابط تحكم مساحات النقد؟ الإعلام الرياضي الإنجليزي يعتبر الأقوى ومع ذلك دفع الكرة في بلاده ثمنا كبيرا وغير طبيعي، فمنتخب إنجلترا ابتعد عن البطولات، والكرة أخذت بالاعتماد على الأندية والنجوم العالميين الموجودين في أوروبا فبقي الدوري أكبر تجمع للنجوم.. كل ذلك حدث دون أن يخرج الإعلام عن الضوابط المهنية. إلى أي مدى ترى أن لجان الاتحاد السعودي لعبت دورا كبيرا في تراجع الدوري والمسابقات المحلية؟ أعتقد أنه من الظلم التحدث عن لجان وعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم كوني لم أركز على ماذا عملت خلال الموسم، ولا يمكن لي أن أحكم على عمل أحد إلا حينما أرى عمله عن قرب، أنا بعيد كل البعد عن عمل اللجان والاتحاد السعودي.