وجد باحثون أن الأسبرين يوقف عمل بروتين "إمتور" الذي ينشط في الخلايا السرطانية، ويلعب دوراً كبيراً في جعل هذه الخلايا تنتج بروتينات بكميات زائدة، ما يدفع الخلايا السرطانية للنمو بمعدل أسرع. إضافة إلى ذلك، يعمل الأسبرين على تنشيط بروتين آخر يدعى "إيه إم بي كي"، الذي يشغل المسارات المولدة الطاقة في الخلايا، بينما يوقف عمليات أخرى تحتاج للطاقة، مثل عمليات إمتور. وأوضح الباحثون في جامعتي إدنبره ودانديه أهمية هذه الأدوار التي يقوم بها الأسبرين في التصدي للسرطان. وقال الباحث فرحات دين: "هناك العديد من الأدلة التي تثبت أن الأسبرين قادر على الوقاية من مرض السرطان، إلا أن آليته في التصدي لهذا المرض هي موضع الأبحاث، وبحثنا أثبت أن الأسبرين يؤثر على مصدرين أساسيين للطاقة في الخلايا المسببة لسرطان الأمعاء، ما وفر لنا رؤية واضحة حول كيفية عمل هذا المرض". ويعد الهدف الأهم الذي يحاول الباحثون التوصل إليه هو التعرف على العوامل التي تؤثر على توازن مستوى الطاقة في الخلايا، ما يساعد في تطوير أنواع جديدة من الأدوية ذات فعالية أكبر في التصدي للمرض الخبيث. وأضاف دين: "فشلت العقاقير الأخرى التي تستهدف بروتين إمتور لأن الخلايا السرطانية تجد طرقاً أخرى بديلة لاستخدام مسارات الطاقة، وباستخدامنا الأسبرين كنموذج مبدئي سنتمكن من اكتشاف أدوية جديدة تستهدف مناطق مختلفة من مسارات الطاقة، الأمر الذي سيمكننا من القضاء على المرض". أما الباحث نيك جونز فقال: "يوفر هذا البحث رؤية واضحة حول كيفية عمل الأسبرين وتأثيره على الخلايا السرطانية".