يقول المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي، ولم يطعن احد حتى الآن في ما يقول، انه هو الذي اقنع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في آذار/مارس 2011 بالاعتراف بالمعارضة الليبية ومجلسها الانتقالي وان ساركوزي الذي اتصل فورا برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، هو الذي حشد المجتمع الدولي لدعم التدخل العسكري في ليبيا. وهذه القصة هي التي يرويها بلا مواربة فيلم وثائقي من اخراج وبطولة ليفي قُدِّم في عرض خاص خلال مهرجان كان السينمائي. ويتضمن الفيلم عرضا وثائقيا مسهبا لأحداث ليبيا ومقابلات مع ساركوزي وكاميرون ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون. وحصل على حقوق الفيلم المنتج المختص بالأعمال السينمائية المستقلة هارفي واينستين. وقال ليفي في مقابلة مع صحيفة الغارديان ان الهدف من الفيلم هو ان يبين ما يمكن ان يفعله الفرد. واضاف "ان البشر كثيرا ما يصابون باليأس من وجود شيء يمكن عمله حين يواجهون وضعا مريعا ولكن من الممكن دائما عمل شيء ما". وهذا الفيلم ليس اول فيلم يخرجه الفيلسوف الفرنسي بل انجز عام 1994 فيلما وثائقيا عن الوضع المفجع لمدينة سراييفو خلال حصارها في حرب البوسنة. وشارك ذلك الفيلم ايضا في مهرجان كان. ثم اخرج فيلما روائيا هو "النهار والليل" بطولة الن ديلون ولورين باكال وزوجة ليفي الممثلة ارييل دومباسل. وباء الفيلم الذي شارك في مهرجان برلين السينمائي بفشل ذريع تبدى حين استقبل الجمهور موت البطل في حادث منطاد مأساوي على ما يُفترض، بالهتاف والضحك. وقال ليفي ان فيلمه الجديد يختلف اختلافا تاما وان له رسالة سياسية عاجلة. واضاف انه يريد ان ينظر العالم الى ما حدث في ليبيا على انه دليل يؤكد ان التدخل الخارجي ممكن في سوريا مشيرا الى"ان حمص اليوم هي بنغازي أمس". أطلق ليفي اسم "قَسَم طبرق" على فيلمه الوثائقي احياء لقسم كوفرا الذي قطعه جنود فرنسا الحرة عندما حققوا نصرهم الأول على الألمان في ليبيا وأقسموا بألا يلقوا السلاح حتى تحرير فرنسا من النازيين. وأكد ليفي ان 99 في المئة مما شهدته ليبيا العام الماضي حدث بأيدي الليبيين وحلف الأطلسي ودبلوماسيين وكان هناك قسط صغير لم يكن لهؤلاء دور فيه بل حققته مجموعة صغيرة من الأشخاص "احدهم أنا". واعترف ليفي بأنه كانت لديه شكوكه وما زالت لديه شكوكه في ما سيأتي بعد سقوط الدكتاتورية. وقال في حديثه لصحيفة الغارديان "ان الديمقراطية تعني الصالح والطالح. تقدميون، ليبراليون، واخوان مسلمون، وأنا لست ساذجا بحيث اتجاهل ذلك". ولكنه استدرك قائلا ان أمرين لا يساوره الشك فيهما "الأول ان حمام دم كان سيحدث لو لم نتحرك والثاني ان تدخلنا كان ممكنا". وأكد ليفي انه لا يطمح في اي منصب سياسي بل يفضل العمل من خلال علاقاته مع ذوي السطوة والنفوذ والثروة الكبيرة التي ورثها. وقال ليفي "أنا أفعل ما أُريد. أنا حر وهذا ما يميزني عن الآخرين، فأنا حر تماما.... وأُحب فكرة ان أفوض نفسي بنفسي وان أكون مسؤولا امام نفسي".