خطف بيت منطقة مكةالمكرمة في قرية الجنادرية ألباب الزوار لما يحتويه من قيم دينية واجتماعية وتراثية، ولمحاكاته ما كان عليه الأجداد والآباء في الماضي، وتنوّع أنشطته، إضافة إلى ما يضمه موقع المنطقة من سيارات قديمة يعود تاريخ صناعتها إلى نصف قرن إلى جانب وجود أكبر مسبحة في العالم ترتاح على أحد السيارات القديمة، ما آسر قلوبهم وأستوطن أفئدتهم. ويشاهد الزائر في بيت مكةالمكرمة صوراً حديثة وقديمة ومجسّمات للمسجد الحرام والأماكن المقدسة التي توضح التطورات والتوسعات التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين ما أشعرهم بروحانية غير عادية، كما أن الرقصات الشعبية من «المزمار» و»المجس» أشبعت ذائقتهم الفنية. ويعود «الجناح المكي» بالتاريخ قليلا للوراء ليجد فيه الإنسان ما يلبي شغفه ويستحوذ على اهتمامه وإعجابه، لما يعرضه بيت مكةالمكرمة التي تم بناؤه محاكاة للطراز المعماري التقليدي كالرواشين والحارات والثريات المستوحاة من بيئة المنطقة والتجهيزات الأثرية، إضافة إلى مكونات الدور التي تمثلت في الديوان والخارجة والمجلس والشيش وهو الجزء البارز للنوافذ من الداخل وصهاريج المياه أسفل الدار والعلوية المسماة «الطيرمة» و»الشاحوطة» المستخدمة في صناعة الحجر. ويتميّز بيت منطقة مكةالمكرمة بوجود العديد من الحِرف القديمة داخل الجناح لفتت إعجاب الزوار، كالنجارة، والصياغة، وصناعة المفاتيح، وحرف المواد اللينة كالفخار الذي تنتج منه الدوارق والأزيار وفناجين القهوة والقدور والبراميل والمباخر والجلود التي تصنع منها الأحذية والأحزمة وتقطير ماء الورد الطائفي، إضافة إلى المأكولات المكية التي يتلذذ الزوار بتناولها بل والتهامها بنهم كبير لما لمذاقها من طعم لا يوجد له مثيل.