توافد على بيت منطقة مكةالمكرمة في مهرجان الجنادرية منذ انطلاقتها آلاف الزوار الذين أبدوا إعجابهم بما رأوه من تصوير وتركيز واضح للقيم الدينية والاجتماعية والتراث ومحاكاة لما كان عليه الأجداد والآباء في الماضي من تنوع الأنشطة والفعاليات التي تتناسب مع كافة شرائح المجتمع. كما لفت انتباه الزوار ما يضمه موقع المنطقة من صور حديثة وقديمة ومجسمات للمسجد الحرام والأماكن المقدسة التي توضح التطورات والتوسعات التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين. هذا ويجد الطفل والرجل والمرأة ما يلبي شغفه ويستحوذ على اهتمامه وإعجابه من تلك الأنشطة وما يعرضه بيت مكةالمكرمة وبيت جدة وبيت الطائف اللذين تم بناؤهما محاكاة للطراز المعماري التقليدي منها الرواشين والحارات والثريات المستوحاة من بيئة المنطقة والتجهيزات الأثرية إضافة إلى مكونات الدور التي تمثلت في الديوان والخارجة والمجلس والمخلوان والشيش وهو الجزء البارز للنوافذ من الداخل وصهاريج المياه أسفل الدار والعلوية المسماه «الطيرمة» والشاحوطة المستخدمة في صناعة الحجر المنقبي والبحري وخشب القندل. وتقدم أجنحة الحرف اليديوية تعريفاً للحرف القديمة كالنجارة والصياغة وصناعة المفاتيح وحرف المواد اللينة كالفخار الذي تنتج منه الدوارق والشراب والأزيار وفناجين القهوة والقدور والمباخر والجلود التي تصنع منها الأحذية والأحزمة وتقطير ماء الورد الطائفي وغيره والتعرف على طبيعة عمل كل حرفة والأكلات الشعبية ومنها كباب الميرو والحلويات الشعبية «أبونار» والسوبيا والكربو والسمبوسك التي تشتهر بها مدن منطقة مكةالمكرمة. كما رصدت (الجزيرة) في جولتها تلك الأجنحة منتجات النجارة المكية القديمة بما فيها الباب والطاقة والكروبات والمنجور والدرج والأسقف إلى جانب حرف المواد الصلبة التي تأتي في مقدمتها الصياغة التي تعد مهنة قديمة العهد وهي من الحرف اليدوية الدقيقة وأرقاها وأوثقها ومن إنتاجها صناعة الحلي من الذهب والفضة والأساور والخلاخيل والأقرطة ومنها السمكرة التي تشمل الحديد والصفيح والنحاس وصناعة السبح. جميع الزوار أشادوا بالدور الكبير الذي يقدمه بيت مكة على أرض الجنادرية الذي عكست الجهود التي تبذل من قبل المسؤولين بإمارة مكةالمكرمة وعلى رأسهم الأمير خالد الفيصل.