نفى الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وجود محاولات منظمة لنشر التشييع في الدول الإسلامية، كما رفض الاتهامات الموجهة لحزبه بإدارة عمليات غسيل أموال وتهريب مخدرات قائلاً إن الأموال الإيرانية التي يتلقها كافية، وأكد دعمه لنظام دمشق، معتبرا أن أجزاء واسعة من سوريا تعيش حالة استقرار، كما انتقد القوى الإسلامية التي فازت في الانتخابات بسبب موقفها من إسرائيل. ونفى نصرالله، في كلمة ألقاها الثلاثاء بمناسبة احتفال أقامه الحزب اللبناني بذكرى مولد النبي محمد، ما يتردد عن وجود "حركة تشيع والمد شيعي" في الشرق الأوسط، متهماً من وصفهم ب"المستكبرين والمستعمرين والمحتلين" بالعمل ضد وحدة المسلمين. وتابع بالقول: "التهمة هي أن إيران تقوم بإنشاء مد شيعي في العالم الإسلامي وأنها تريد أن تشيّع السنّة في العالم الإسلامي أي أن إيران تريد تشييع مليار ونصف مسلم بالحد الأدنى، ولذلك يتم الحديث عن خطر داهم اسمه المد الشيعي وهذا عمل الشياطين لا يستند إلى أي وقائع أو حقائق." وتحدث الأسد عن وجود رجال دين كبار من السنة قالوا له إن هناك ستة ملايين سوريا باتوا من الشيعة، واعتبر هذه المعلومات مغلوطة، وأشار إلى وجود "حالات فردية تحصل أينما كان حيث هناك شباب سنّة تشيعوا والعكس صحيح أيضاً." وأقر نصرالله بتلقي الدعم "المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة" من إيران التي قال إنها "لا تريد شيئا مقابل هذا الدعم وإنما تؤدي واجبا شرعيا،" وندد في هذا السياق بالاتهامات الموجهة لحزبه بإدارة شبكات المخدرات في أميركا وأوروبا وأفريقيا قائلاً: "أغنانا الله بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام." وتابع بالقول: "نحن لا نغسّل أموالا ولا نغطي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر وبعض ما هو حلال ومباح من الناحية الفقهية لا نقوم به، كالتجارة، فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم لا في الداخل ولا في الخارج،" في رد على اتهامات أمريكية موجهة للحزب في هذا السياق. وفي الملف السوري، قال نصرالله إن النظام في دمشق "قائم وله دستور والجيش مع النظام" واعتبر أن الانشقاقات تحصل على مستوى "بعض الأفراد الذين تركوا الجيش،" وأشار إلى أن المعارضة "بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح،" واعتبر أن "جزءا كبيراً من سوريا مستقر" رغم واجهات مسلحة ببعض المناطق. واتهم نصرالله إسرائيل والولايات المتحدة وبعض دول "الاعتدال الغربي" بالعمل على إسقاط النظام السوري قائلاً إن المطلوب في سوريا "رأس المقاومة في لبنان وفلسطين،" مكرراً الدعوة إلى الحوار لمعالجة الأزمة في سوريا. وبحسب نصرالله فإن بعض من وصفهم ب"الأصدقاء المشتركين" دعوه إلى عدم القلق حيال الوضع في سوريا وأن النظام الجديد الذي قد يقوم فيها "سيدعم المقاومة" ولكنه اعتبر أنه "منسجم مع نفسه ولا يتورط بهذه المواقف." وانتقد نصرالله الحركات الإسلامية التي فازت في الانتخابات، معتبراً أن "بعض القيادات الإسلامية اليوم ونظرا للظروف السياسية في بلدانهم لا يأخذون مواقف واضحة في القضية القومية وفي الموضوع الإسرائيلي بل أحيانا قد تصدر عنهم مواقف ملتبسة وعندما نراجع ونناقش يقال لنا أن هناك ظروفا ويجب أن نتفهمها." يشار إلى أن عدة دول عربية شهدت انتصارات سياسية لتيارات إسلامية في انتخابات جرت مؤخراً، بينها تونس والمغرب ومصر، وحصدت تنظيمات مقربة من تيار "الإخوان المسلمين" أغلب مقاعد مجالس النواب فيها.