شنّ رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون هجوماً غير مسبوق على رئيس الجمهورية ميشال سليمان واتهمه ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ب «الاعتداء علينا في ممارسة السلطة التي هي من صلاحياتنا دستورياً»، وقال: «لن نقبل وساطة» (معه)، معتبراً أن «لا تمثيل شعبياً لديه». واتهم عون، ميقاتي بأنه «تجاوز صلاحياته والدستور ويريد فرض رأيه، متسائلاً: «بأي موجب أوقف جلسات مجلس الوزراء؟» في إشارة الى الخلاف الذي حصل الأربعاء الماضي في مجلس الوزراء على التعيينات الإدارية، وأدى الى رفع الجلسة بطلب من ميقاتي الذي قال إنه سيعلّق اجتماعات مجلس الوزراء الى حين الاتفاق على صيغة «لتكون الحكومة منتجة». وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً بأرملة الراحل نسيب لحود السيدة عبلا، مقدماً تعازيه الى العائلة ومعرباً عن حزنه العميق وألمه الشديد لفقدان الراحل. واعتبر أن رحيله «خسارة كبيرة لا تعوض ليس لعائلته ووطنه فحسب، بل للعالم العربي والإنسانية جمعاء، لما يمثل من قيم فكرية وإنسانية. فنسيب لحود رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، وصاحب الأسلوب اللائق والراقي في تعاطيه السياسي والإنساني، ومسيرته الناصعة والمشرفة تشهد على ذلك». وألقى الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله كلمة مساء في احتفال في ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، فقال: «بعد الحرب على إيران ذهبوا الى الفتنة المذهبية واختراع ما سموه المد الإيراني والمد الشيعي وهذا مادة الحرب الناعمة التي تستخدمها أميركا والغرب. والتهمة هي أن إيران وراء المدّ الشيعي في العالم الإسلامي وأنها تريد أن تشيّع السنّة وهذا عمل الشياطين لا يستند الى أي حقائق». وأضاف: «هناك من يروّج أن التشيّع وصل حتى 5 ملايين في مصر نتيجة المعطيات الخاطئة، وفي سورية قيل إن نظام الرئيس بشار الأسد متهم بدعم هذه الحركة وحتى الآن تشيّع في سورية 6 ملايين ومستشار أحد الملوك العرب فاتحني بهذا الموضوع. هناك حالات فردية تحصل والعكس صحيح أيضاً وهذا ليس برنامجنا ولا هدفنا بكل وضوح لأنه مشروع فتنة». وكشف عن «تلقي حزب الله الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من إيران منذ عام 1982 وما كان الانتصار ليتحقق لولا هذا الدعم بلا قيد ولا شرط. وطبعاً كان لسورية دور كبير». ورأى أنه «إذا باعت إيرانفلسطين اليوم كل شيء يُحل، فمشكلة أميركا ليست الديموقراطية بل إسرائيل والنفط». وأضاف: «يتحدثون عن أن «حزب الله» يدير شبكات المخدرات في أميركا وأوروبا وافريقيا وكنا دائماً ننفي هذا الموضوع. وأنا أضيف أن تجارة المخدرات بالنسبة إلينا حرام وأيضاً أغنانا الله بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم، حلال أو حرام، ونحن لسنا محتاجين»، وقال: «نحن لا نغسّل أموالاً ولا نغطي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم لا في الداخل ولا في الخارج وقد ألغينا وصفّينا مشاريعنا التجارية التي نفذناها في السابق». وأكد نصرالله أن إيران «لا تملي علينا شيئاً وهناك تحليل أن إسرائيل إذا قامت بقصف المنشآت النووية الإيرانية ماذا يمكن أن يحصل. وأنا أقول لكم في ذلك اليوم الذي أستبعده، إن حصل، القيادة الإيرانية لم ولن تطلب شيئاً من حزب الله ولم ترغب بشيء. نحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعل». وعن الوضع في سورية قال: «لا كثرة التهويل ولا قلة التهويل يمكن أن تنال من موقفنا، ومن يريد أن يعمل على أعصابنا فهو يراهن على سراب». وانتقد الأخبار التي تتناقلها فضائيات عربية وصحف لبنانية عن دعم «حزب الله» للنظام. وأكد أن الشعب السوري ما زال مع النظام والمعارضة بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح. ودعا الى عدم الغرق في التفاصيل، مشيراً الى أن هناك قراراً أميركياً – إسرائيلياً – غربياً مع دول الاعتدال العربي بإسقاط النظام في سورية. وأضاف: «بعض الأصدقاء المشتركين قالوا لنا ألا نقلق وأن النظام الجديد سيدعم المقاومة... لكننا لا نورط أنفسنا بهذا الموقف». وقال نصرالله: «القيادة السورية موافقة على معظم الإصلاحات وجاهزة للحوار والآن يقولون فات الأوان. الجماعات المسلحة قتلت من السنّة السوريين أكثر مما قتلت من الطوائف الأخرى، وغير صحيح أن هناك حرباً طائفية وإن كانوا يدفعون نحو حرب أهلية. من يحرص على سورية يذهب الى الحوار دون شروط لا بشرط تنحي الرئيس، طاولة حوار حقيقية هي ما يخدم سورية والرهان على أميركا خاسر». وفي الشأن اللبناني، قال: «نحن حريصون على استمرار الحكومة وليس مطلوباً وساطة». وتحدث عن «إتصالات تجرى لحل الأزمة. وأقول لمن بدأوا يجهزون جاكيتاتهم وكرافاتاتهم للحكومة الجديدة أن لا حكومة جديدة وهذه الحكومة ستستمر لأن المطلوب استقرار أمني وسياسي والوقت الآن ليس وقت إسقاط حكومات وتوتير سياسي وأمني، خصوصاً أن كل المنطقة مرهونة بالأحداث الموجودة فيها وبتعاوننا وإخلاصنا وانفتاحنا على بعضنا نستطيع أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة».