وصف الكاتب عبدالله مناع خطوة الإعلامي تركي الدخيل أصدار كتاب "أبيض" بأنه أمر جلل، لا يجرؤ عليه إلا قلة من أبرز كتاب الظرف والسخرية كبرنارد شو والجاحظ أو فؤاد نجم ومحمود السعدني. وقال مناع في مقال كتبه اليوم في صحيفة الجزيرة تحت عنوان "الصمت عندما يصدر في كتاب"، أن تركي الدخيل كان بحق الحصان الأسود في مضمار الظرف والسخرية، وتجاوز أو حازى على الأقل بظرفه وسخرياته مقاله الذي يكتبه في صحيفة الوطن ويختمه بعبارة "غفر الله له". وأكد أن عالم الكتابة والفكر بهذا الكتاب الصامت والفارغ الصفحات بألف خير وخير، رغم اعتراض المعترضين عليه أو من اتهموا كاتبه بتغرير القراء والاستيلاء على أموالهم بالباطل دون وجه حق، لأنهم دفعوا - من أموالهم - ليقرأوا كتاباً لا ليتأملوا صفحات فارغة بيضاء. وأضاف "هؤلاء لم يتذكروا بطبيعة اختياراتهم المعصوبة الفكر والعينين، ما عُرف ب"المسكوت عنه" من الكلام غير المباح وهو كثير: جليل بعضه.. وخطير أكثره، وهو ما باعه لهم - فيما أحسب - زميلنا الساخر الشاب تركي الدخيل، تماماً، كما باع من قبل البروفيسور شريدان سيمون بذكاء عنوان كتابه الصامت: "الأمور التي تشغل تفكير كل رجل"، آلاف آلاف النسخ منه، إلى درجة أن أصبح معه أكثر الكتب مبيعاً في بريطانيا والولايات المتحدة في عام صدوره". وأستحضر مناع قصصا ووقائع حدثت مع بعض رجالات الصحافة والفنون، وكان تدور حول الصفحات البيضاء، ونهايتها التي دائما تكون بالضحك. وقال أن الاسترجاع الضاحك لتلك الصفحات البيضاء الفارغة، لا ينفي أهميتها وقيمتها الفعلية، فهي ك «الصمت» بين المتحاورين والمتجادلين في أي شيء من شؤون الحياة، وباتساعها، الذي يمثل رأياً ثالثاً، ربما يقع - على وجه التقريب عند البعض أو التأكيد عند بعضهم الآخر - في وسط المسافة بين التأييد والمعارضة، إلا أنه يمثل أيضاً بوابة من بوابات النجاة لدهاة الكُتَّاب وأذكيائهم، ممن اعتمدوا حكمة ذلك الحكيم القائلة: (لا ينسب إلى ساكت.. قول)، وهو ما كانه زميلنا الشاب العزيز تركي الدخيل عند إصداره هذا الكتاب الصامت الفارغ.. الذي أحسن اختيار عنوانه وموضوعه عن (المال) وكسبه بأقل مجهود". وختم مقاله بالقول "أنني أتوقع نجاحاً ساحقاً له، وسأغبطه حتماً، عندما تتزاحم عليه دور النشر وهي تسعى للفوز ب"إصدار" كتابه الثاني، نظراً لحاجة الناس عموماً، وليس المثقفون وحدهم.، لهذا النوع من الكتب الصامتة الشجاعة والجريئة والمفتقدة. وفي كل الأحوال –يؤكد مناع- يتوجب عليَّ أن أرفع عقالي أو قبعتي لأخي تركي الدخيل فقد أهدى عامنا الذي ودعناه (2011) طرفة ثقافية مدوية، ذات مغزى بارع موح ترقى معه لأن تكون( طرفة العام) الثقافية بلا جدال.