مقالة الأديب والكاتب المبدع الدكتور عبدالله مناع بصحيفة الجزيرة «الصمت عندما يصدر في كتاب» كانت بحق كلمة منصفة للكاتب المتميز والإعلامي الناجح «تركي الدخيل» ووضعت الأمور في نصابها، خصوصًا بعد صَمت الكثير -وأنا أولهُم- بشأن ما تعرض له زميلنا الدخيل من هجمة شرسة وصلت إلى حد اتهامه بالنصب والاحتيال، وهو أبعد ما يكون عنها، وقد أشار المناع في مقاله بأن ما قام به تركي وإصداره لكتاب لا يحمل إلاّ عنوانًا على الغلاف وبدون محتوى أو بصفحات فارغة فكرة جميلة تحمل في طياتها الكثير من المعاني وإن سبقه في ذلك آخرون في الشرق والغرب والداخل المحلي أيضًا، وقد ضمّن كاتبنا الدكتور عبدالله مقاله بقصتين تحمل نفس المعنى حدثت منذ أكثر من ربع قرن، قبل شهر تقريبًا وفي معرض كتاب بيروت استوقفني عنوان كتاب يمثل نتاج أحد إصدارات الأستاذ تركي الدخيل -كيف تكسب المال بأقل مجهود (موضوع مقال المناع)- فطلب مني البائع آنذاك أن أطّلع أولًا على محتواه قبل اقتناء النسخة المغلفة، حتى يكون قرار الشراء اختياريًا بكامل الحرية والإرادة. لاشك بأنه يستحق مناّ كل التقدير والثناء والاحترام أيضا، فهو كاتب جميل وإعلامي مميز وصل بنجاحاته إلى حد النجومية وعموده اليومي «قال غفر الله له» وبرنامجه التلفزيوني «إضاءات» دليل على ذلك، لكن ما يهمني في المقام الأول هو الجانب الإنساني عند تركي خصوصًا بعد أن علمت من بعض الكتّاب الشباب -وهو مربط الفرس- كيف مد لهم يد العون وساعدهم في طباعة ونشر مؤلفاتهم التي لولاه لما رأت النور وبقيت حبيسة الأدراج، تذكرت كل ذلك وأنا أقرأ «نصيحة عربي لابنه» وصلتني على الإيميل قبل أيام تقول في أحد فقراتها: وإذا هاجمك الناس وأنت على حق.. أو قذعوك بالنقد.. فافرح.. إنهم يقولون لك.. أنت ناجح ومؤثر.. فالكلب الميت.. لا يُركل، ولا يُرمى إلا الشجر المثمر.