-«أريد أبي وأمي وإخوتي» بهذه الكلمات تتفوه الطفلة أصيلة علي الذيابي (12 عاماً) طوال يومها، لكنها تجد إجابات غير مقنعة من عائلة عمها التي تعيش لديهم الآن، بعد أن جرفت سيول جدة والدها ووالدتها وإخوتها الخمسة. دموع أصيلة المستمرة منذ ستة أيام تجبر من حولها على البكاء والحزن على وضعها، وعدم الحديث معها خشية أن يكثر سؤالها عن والدتها ووالدها وأشقائها. يقول سعد الذيابي (عم أصيلة): ليلة المطر الذي هطل على جدة كانت أصيلة وإحدى شقيقاتها في منزلي تلعبان معاً، فجاءت والدتهما لتأخذهما معها إلى منزلهما، لكنهما رفضا الذهاب، إلا أن أمهما أصرّت على أن تذهب إحداهما وتبقى الأخرى، فبقيت أصيلة، مشيراً إلى أن تلك اللحظة هي آخر اللحظات التي رأت فيها أصيلة والدتها وشقيقتها. وأضاف أن الحال النفسية لطفلة شقيقه سيئة للغاية، خصوصاً في الأيام الثلاثة الأولى، لكنها الآن في تحسّن، مؤكداً أنه وعائلته يحاولون تهدئتها وتبرير غياب أسرتها بسبب آخر، كالسفر، والذهاب إلى معايدة الأقارب والأصدقاء. وتابع: شقيقي علي يعمل عسكرياً في القوات المسلحة، ومنتدب إلى الحج، إلا أنه أنهى دوامه في ذلك اليوم، وأراد أن يستغل وقت فراغه في زيارة عائلته التي تسكن في مخطط الجزيرة في حي الحرازات، لإحضار بعض مستلزماتهم، كون المسافة بين المشاعر المقدسة وجدة قريبة، لكنه في أثناء وصوله إلى عائلته، جرفت السيول منزلهم، الذي كان يوجد فيه هو وزوجته وأبناؤه الخمسة. وذكر أن أبناء علي أكبرهم 16 عاماً، وهم ثلاثة أبناء وطفلتان، راحوا من ضمن الضحايا، إذ لا يزال ثلاثة منهم مفقودين ولم يعثر على جثثهم حتى الآن، لافتاً إلى أن أضرار المطر لحقت به هو الآخر، لكنها اقتصرت على الأضرار المادية فقط، ولم يتضرر أبناؤه وأسرته. وناشد المسؤولين البحث عن الثلاثة المفقودين من العائلة، والوقوف مع الطفلة في محنتها التي تمرّ بها الآن.