يحمّل عدد من القائمين على المساجد من أئمة ومؤذنين, مؤسسات الصيانة ضعف خدمات الصيانة في المساجد, ما ينعكس سلبيا على المساجد واستمرارية عدم الاهتمام بالصيانة خاصة أنها تظهر جلية عندما تتجه إلى بعض دورات المياه في المساجد, ما يسهم في خروج روائح كريهة تسبب أذى للمصلين. ويتساءل بعضهم كيف يمكن قيام المؤسسات بدورها كما يجب وبعض القائمين عليها لا يتجاوبون مع المساجد في سرعة إجراء عمليات الصيانة عند الإبلاغ عنها ما يضطرهم إلى الرفع لوزارة الشؤون الإسلامية. يدور نقاشنا حول هذه القضية ذات الأهمية البالغة التي تقع عليها مسؤولية صيانة بيوت الله. في البداية تحدث الشيخ خالد الهميش إمام جامع الفياض في الرياض فقال: الحقيقة أن بعض مؤسسات الصيانة لا تقوم بدورها بشكل جيد نحو المساجد، ولهذا يجب الإبلاغ عن هذه المؤسسات للوزارة حتى تتخذ الإجراء المناسب تجاهها, ولا سيما أن هذه المؤسسات لا تقوم بدورها كما يجب وتعطل عمل الصيانة في المسجد ولا تقوم به بشكل سريع عند الإبلاغ عن الخلل الذي يحدث في المسجد, ويضاف إلى ذلك أن بعض عمال المساجد ينشغل بغسل السيارات ولا يهتم بنظافة المسجد, ولهذا نجد ظهور بعض الروائح, وهذه مصيبة كبرى, ولا سيما أنه عندما يتم تغيير عامل لا يهتم بعمله يتم نقله إلى مسجد آخر, وتتم مبادلة العمال بين المساجد وتستمر المشكلة, وبعض العمال عندما تناقشه يقول إنه لا يحصل على راتبه بانتظام, وهكذا تتوالى المشكلات. ويشير أحمد المالكي من جماعة مسجد المالكي في مكةالمكرمة إلى أن بعض مساجد مكة تفتقد الصيانة, وهذا المسجد الذي أنشأه الوالد قبل 30 سنة أو أكثر لا توجد مؤسسة صيانة تقوم بالإشراف إلا أخيرا كما علمت من إمام المسجد, وسمعنا أنها جاءت للمسجد لكن لم نشاهد ما تقوم به من صيانة للمسجد, وهو يعاني عدم اهتمام هذه المؤسسات بصيانة المسجد ونظافتها, وبعد وفاة الوالد صار يعتمد المسجد على دعم فاعلي الخير, فنتمنى أن يكون هناك اهتمام من هذه المؤسسات ببيوت الله ومتابعة فاعلة من الوزارة. من جانبه, أوضح عبد الله محمود مشرف غير سعودي سابق في إحدى مؤسسات الصيانة, أن المؤسسات معظمها تأخذ صيانة المساجد بمبالغ لا تساعد على القيام بصيانة المساجد على الوجه المطلوب, وهذا الذي يسبب عدم قيام بعض هذه المؤسسات بواجبها تجاه العقود التي تبرمها مع وزارة الشؤون الإسلامية وعليها الالتزام بالعقود المبرمة. ويرى المهندس سعود ذعار الدلبحي عضو الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية إمكانية إيجاد هذه الحلول لتقليل نفقات الصيانة حتى بعد سنوات من بناء المسجد, لافتاً إلى أن المساجد كغيرها من المنشآت تخضع لنظام إعادة التأهيل, وذلك بدراسة سلوكيات المستخدمين وحاجاتهم وإعادة تأهيل المسجد بما يتوافق مع ذلك وبأقل التكاليف, وشدد في هذا الإطار على الاستفادة من التقنيات الحديثة كإدخال نظام التحكم الإلكتروني في المساجد, وأضاف وهذا ما يمكن تطبيقه أيضاً في الإنارة وكذلك صنابير المياه التي يمكن يتم تشغيلها عن طريقة الرصد الإلكتروني وغيرها من الأساليب, وأكد الدلبحي أن الأمر يحتاج إلى الآلية المناسبة وكذلك إلى أنظمة للمتابعة والمراقبة حتى تتم الاستفادة وتصحيح القصور. ويشير الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان في الرياض سابقا إلى أن صيانة المساجد مهمة وينبغي الاهتمام بها وتجب متابعة مؤسسات الصيانة ومحاسبتها على تقصيرها تجاه بيوت الله، وأن هذا الأمر لا يحتاج إلى تساهل لأن الأمر يتعلق ببيوت الله التي يرتادها المسلم كل يوم خمس مرات، فلا بد أن تكون في أبهى حلة وأفضل مستوى من جميع الجوانب. ولا بد من التعاون بين الإمام وجماعة المسجد في تغطية جوانب القصور لدى المؤسسات وعدم ترك المسجد بلا صيانة, فمن الصعب أن تدخل مسجدا وتجده يفتقد خدمات ضرورية كإصلاح الإنارة ودورات المياه وغيرها من الأشياء التي لا يمكن أن يستغني عنها أي مسجد, فلا بد من تضافر الجهود, وفي حال استمرار إخلال هذه المؤسسات بعملها يتم الرفع إلى الجهة المختصة وهي وزارة الشؤون الإسلامية التي في يدها الحل لمثل هذه المشكلات المعضلة.