رغم تضررهم، إلا أنهم لم يجاهروا بشكواهم أو يتظلموا لدى مسؤول، لأنهم ببساطة "موتى"، وبدلا من إكرامهم بتعجيل مواراتهم الثرى، تتأخر مراسم تشييع جنائزهم نتيجة انقطاع المياه وغياب الصيانة عن المغتسل الرئيسي في مدينة القطيف. وأوضح رئيس اللجنة التطوعية الأهلية للعناية بالمقابر والمغتسلات في القطيف فاضل الدهان أمس، أن مغتسل "الدبابية" بمدينة القطيف يعاني منذ فترة طويلة من غياب المتابعة والصيانة الدورية، مما تسبب في إلحاق الأذى النفسي ببعض ذوي المتوفين بسبب انقطاع المياه عن المغتسل، مما يعني تأخر تشييع الجنائز لعدم وجود مياه لتغسيل الموتى وهو الأمر الذي تكرر كثيراً خلال الأسابيع الماضية. وقال" أسسنا منذ فترة لجنة أهلية تحمل اسم "كل من عليها فان"، لصيانة مقابر ومغتسلات المنطقة التي تعاني من الإهمال الشديد وعدم الصيانة ولكن إمكاناتنا البسيطة لن تستطيع تحمل غياب دور البلدية ولن يستطيع أن يسد أي أحد هذا النقص بسبب قلة الإمكانات، وقد خاطبنا المجلس البلدي عدة مرات وطالبناه بالضغط على البلدية في هذا الشأن إلا أن شيئاً لم يتغير حتى الآن". من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف الدكتور رياض المصطفى أن مهام ومسؤوليات شؤون الموتى هي من واجبات ومسؤوليات البلدية حسبما تنص عليه الفقرة رقم 18 من المادة رقم 5 من الفصل الثاني نظام البلديات والقرى، مشدداً على أن خدمات الصيانة والنظافة للمقابر ومغاسل الموتى وتأمين سيارات الإسعاف وصيانتها وتسديد فواتير المياه والكهرباء هي مسؤولية البلدية وعليها أن تتحمل ذلك. وبين أنه ناقش في وقت سابق هذه الأمور مع البلدية وسيناقشها مجدداً بناء على طلب المواطنين، لافتاً إلى أن غياب دور البلدية التام، دفع الأهالي والجمعيات الخيرية في المنطقة لمحاولة سد الفراغ في هذا الجانب مما تسبب الأمر في في تحمّل اللجان والجمعيات أعباء كبيرة رغم عدم اختصاصها بهذه الأمور. وقال "هذه المشكلة جزء من عدة مشاكل تعاني منها المحافظة بسبب تقاعس الجهاز الإداري في بلدية محافظة القطيف، وإن الحل الوحيد هو تفعيل "نظام الحوكمة البلدية" الذي سيؤدي تلقائياً للشفافية والإفصاح والقضاء على كل أوجه الفساد في حال العمل به".