كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" عن استراتيجيتها الجديدة التي تهدف لتعزيز شبكاتها المعلوماتية وتطوير قدراتها الرادعة للتصدي بشكل أكبر للهجمات الالكترونية، مع تزايد التوجه نحو الحروب الالكترونية وارتفاع وتيرة عمليات القرصنة والاختراق التي باتت تستهدف المواقع الحكومية خاصة المتعلقة منها بوزارات الدفاع. وتنص هذه الاستراتيجية التي تعتبر الفضاء الإلكتروني مجالاً للتحرك بالمستوى نفسه كالبحر والجو والفضاء، على عدم الاكتفاء بمقاربة دفاعية، بل إقناع الخصم المحتمل بأن معركته خاسرة مسبقاً. وصرّح الجنرال جيمس كارترايت، نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، بأن المقاربة الدفاعية لا تكفي لتكون الاستراتيجية متكاملة. وأوضح كارترايت "كنا حتى الآن نركز بنسبة 90% على إقامة خطوط دفاعية، و10% لمنع تعرضها لهجوم". إلا أن الهدف الآن بات بالنسبة اليه التركيز على الردع بالقدر نفسه كما على الحماية. وأضاف "كلما يصرف أحد بضع مئات من الدولارات لابتكار فيروس جديد، ننفق نحن الملايين.. لنحمي أنفسنا منه.. إننا في الجانب الخاطئ وعلينا أن نغير ذلك"، دون أن يعطي إيضاحات أخرى. واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن اعتماد سياسة أكثر عدائية يمكن أن يؤدي إلى ابتكار فيروس بإمكانه تقويض الشبكات المعادية كما حصل مع فيروس ستاكسنت الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني. وأوضح كارترايت أن هجوماً معلوماتياً لا يؤدي بالضرورة الى رد عسكري. وتتعرض وزارة الدفاع الأمريكية التي تملك 15 ألف شبكة وسبعة ملايين جهاز كمبيوتر منتشرة في مئات المنشآت في العالم، لملايين الهجمات يومياً. وتنص الاستراتيجية الجديدة التي نشرت نسخة غير سرية عنها على التعاون بشكل خاص مع هيئة الأمن الداخلي والقطاع الخاص والحلف لتأمين حماية أكبر للمعلومات الحساسة.