لم يتصور المزور المحترف، كوتي بوكافيل، أن الوجبة الشهية التي تناولها في احد مطاعم شارع قريش شمال جدة ستكون نهاية نشاطه في التزييف والغش، بعدما قبضت عليه الدوريات السرية وفي حوزته محررات مغشوشة ومزورة كان يتأهب لتسليمها لأصحابها. وقادت «عملية المطعم» إلى كشف 33 ختما مزيفا منسوبا لقطاعات حكومية، 40 ختما لمؤسسات خاصة وقنصليات وجهات دولية وشركات ومنشآت طبية، 86 رخصة سياقة، 16 رخصة سير، 35 جواز سفر، 140 كرتا للجوازات، وكميات كبيرة من الاقامات المزورة والجاهزة للتسليم. إبطال نشاط المزيف بوكافيل بدأ بمعلومات وفيرة تدفقت إلى شعبة الدوريات السرية التابعة لإدارة دوريات الأمن في جدة عن معمل كبير للتزوير يديره رجل من آسيا، أحال منزله إلى معمل ثري بأجهزة الكترونية متطورة تستخدم في الطباعة والتصوير واللصق، وإصدار الهويات المغشوشة والكروت الصحية ورخص القيادة والسير وجوازات السفر. المعلومات الواردة من المصادر المؤكدة اقتضت إعداد خطة دقيقة لمتابعة المتهم ومراقبته على مدار الساعة، ليتم رصده أثناء خروجه من أحد مطاعم شارع قريش، وهو يحمل مظروفا ورقيا قبل أن يغادر الموقع إلى شقة قريبة من محيط المطعم. وتواصل العمل الأمني بواسطة دوريات الأمن التي رسمت كمينا ذكيا لضبطه وتوقيفه اعتمد على اختراق محيطة بواسطة زبون وهمي طلب من المتهم إقامة بنجلاديشية، مقابل مبلغ مناسب. حاول المزيف الاعتذار مترددا في قبول الطلب لكن إغراء الزبون دفعه إلى قبول الصفقة واتفق الطرفان على اللقاء في مكان مناسب للتسليم والتسلم، ليتم في الحال شل حركته وتطويقه وضبطه واقتياده الى معمله السري، حيث عثرت الدوريات السرية في المكان على عشرات المحررات والأختام والوثائق المغشوشة تحمل اسماء وافدين ومواطنين. تابع العمل الأمني مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، فيما اشرف عليه مدير ادارة دوريات الامن في جدة العقيد سعد الغامدي، وقيادة رئيس الدوريات السرية الرائد بندر الشريف. وأبلغ الناطق الاعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن سلطات الأمن تحفظت على عدد من الآلات الحديثة وضبطت كميات كبيرة من الوثائق المزورة. وأشارت الاستجوابات المبدئية إلى أن المزيف كوتي بوكافيل يعمل سائقا خاصا واعترف لرجال الامن بقدرته على إنجاز الاقامة المزيفة خلال اقل من دقيقة عن طريق النسخ الضوئي.