سددت سلطات الأمن في جدة ضربة موجعة ضد أحد أكبر معامل التزييف والتزوير في المملكة، ونجحت في تفكيك المخبأ السري والقبض على هنديين تورطا في تزوير عشرات الوثائق والمستندات والمحررات الرسمية والتعامل فيها بالبيع. وعثرت دوريات الأمن في المخبأ، وسط حي الشرفية، على أكثر من 600 وثيقة وأختام مخفية في أقنية عطر كما تحفظت على أجهزة تقنية عالية الكفاءة استخدمها المزيفان في عملياتهما المحظورة. واقعة الضبط بدأت بمعلومات هامة حصلت عليها وحدة سرية عن تورط الطباخ الهندي سيد آلاقي ورفيقه محمد شريف في إدارة مخبأ لتزييف الوثائق، وفي الحال نشطت الأجهزة المعنية في جمع المعلومات ومتابعة خطوات الثنائي. وفي ساعة الصفر تتبعت وحدة سرية تحركات المتهم الثاني أثناء خروجه من داره إلى منطقة التجمعات العمالية في حي الشرفية ثم عودته السريعة إلى ذات الوكر لكن فرقة مساندة نجحت في توقيفه واستجوابه ميدانيا وتفتيشه ذاتيا لتعثر بحوزته على عدد كبير من الهويات المغشوشة، كما تبين أن بطاقته التي يستخدمها تعود لمقيم آخر من ذات الجنسية فحاول المتهم، بلا طائل، التملص عن مسؤوليته وإنكار علاقته بالمضبوطات لكنه تراجع تحت سيل الأسئلة والقرائن فأرشد رجال الأمن إلى المخبأ السري وزعيمه الطباخ سيد آلاقي. أصدر مدير شرطة جدة اللواء علي محمد الغامدي، تعليمات عاجلة بسرعة دهم الموقع وضبط المتهم الأول في حالة تلبس فطوقت تعزيزات أمنية الموقع تحت إشراف مدير إدارة دوريات الأمن العقيد سعد أحمد الغامدي ورئاسة قائد الدوريات السرية في دوريات الأمن الرائد بندر الشريف. في ساعة الصفر دهمت القوات الموقع وعثرت فيه على عشرات الأختام المزورة المخفية في أظرف ورقية وعبوات عطور صغيرة الحجم. ومن بين المضبوطات أجهزة حاسوب عالية السرعة وطابعات إلكترونية وماسحات ضوئية وأجهزة تغليف وشهادات ميلاد مزيفة وعقود زواج وتقارير طبية وجوازات سفر، وأحصى رجال الأمن نحو 600 وثيقة وختم مزيف في المعمل المحظور. وبحسب المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، فقد تم التحفظ على الثنائي الهندي وتحريز كل المضبوطات حيث أقرا بالضلوع في عمليات تزييف واسعة استهدفت أبناء جنسيتهما والوافدين من مختلف الجنسيات. واعترف الزعيم الطباخ بمهارته في تحوير وتزييف المستندات والأختام في وقت لا يتجاوز دقيقة واحدة للوثيقة الواحدة وبيعها مقابل ألف ريال، مشيرا إلى تورطه في العام قبل الماضي في عمليات مماثلة انتهت بالحكم عليه وإبعاده إلى بلاده غير أنه نجح في العودة باسم مستعار.