نفى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، أن يكون ما يحدث في البحرين حاليا هو «ثورة شعب.. بل ثورة طائفية»، واصفا ما حدث بأنه «استقواء بالخارج، وليست مطالب شعب بأكمله، وإنما خروج فئة عن فئة لفرض مصالحها بالقوة وتمادت إلى أن أصبحت ثورة طائفية وهذه مشكلتها». وتحدث الشيخ القرضاوي خلال خطبة الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة أمس، قائلا :«سؤال سئلت عنه من أكثر من شخص ومن أكثر من جهة ومن أكثر من فرد، يقولون لي تحدثت عن الثورة التونسية، وتحدثت عن الثورة المصرية، وتحدثت عن الثورة الليبية، وتحدثت عن الثورة اليمنية، ولكنك لم تتحدث عن ثورة واحدة؟! قلت: ما هي؟ قالوا: ثورة البحرين، لماذا لم تتحدث عن ثورة البحرين؟! قلت لهم: دعوني أجبكم بصراحة، إن ثورة البحرين ثورة غير هذه الثورات». وأكد الشيخ القرضاوي أن ما يحدث في البحرين «ثورة طائفية»، وأن باقي الثورات الأربع «كلها ثورة شعب ضد حاكمه الظالم»، وقال إن الشعب المصري خرج بكل فئاته وطوائفه، مسلمين ومسيحيين، شبابا وشيوخا، رجالا ونساء، «تقدميين ورجعيين، أهل الدين وأهل الدنيا، يعني الشعب المصري كله، وكذلك الشعب التونسي، كذلك الشعب الليبي، وكذلك الشعب اليمني، ولكن الثورة البحرينية ثورة طائفية». واعتبر أن مشكلة ما حدث في البحرين أنه حدث من الشيعة ضد السنة، وأضاف: «أنا متهم بطبيعتي بأني ضد الشيعة، وأنا لست ضد الشيعة، أنا ضد التعصب وضد الطائفية وضد التفريق بين الناس بعضهم وبعض على أساس المذهب أو الفرقة، ولهذا ليست الثورة البحرينية مثل الثورات الأخرى». وقال القرضاوي: «الشيعة جميعا ضد السنة جميعا، الثورة قامت طائفية شيعية.. أهل السنة لما شافوا هذا قاموا عملوا 450 ألفا أخرجوهم في جامع الفاتح وقالوا ونحن لنا مطالب أيضا، إذا كنتم أيها الشيعة لكم مطالب فنحن - أهل السنة - لنا مطالب أيضا، وقالوا مطالبهم.. وذكر إخواننا هناك أن الشيعة حينما كانوا في دوار اللؤلؤة لم يكونوا سلميين كما كنت أظن، قالوا لا إنهم لم يكونوا سلميين، بل اعتدوا على كثير من أهل السنة واستولوا على مساجد ليست لهم، واستعملوا الأسلحة كما يفعل البلطجيون في اليمن وفي مصر وغيرها ضد كثير من المستضعفين من أهل السنة! ومن أجل هذا، لم أتحدث لأني لا أجد نفسي حرا تماما، ولا أجد عندي المعلومات الكافية عما يحدث، وأنا كل ما أستطيع أن أقوله إني أتمنى أن يجتمع العقلاء من الشيعة والعقلاء من أهل السنة ويتحاوروا». وأشار القرضاوي إلى دعوة ولي العهد البحريني إلى الحوار، وقال: «وأنا أرى أن في مثل هذه الأمور الحوار أولى، بدل أن ينقسم المجتمع انقساما طائفيا، وقد دعا إلى ذلك ولي عهد البحرين، وأن يدخل العقلاء المؤيدون.. الخطر أن ينسب الشيعة أنفسهم إلى بلاد أخرى ويحملوا صورة خامنئي وصورة نصر الله وصورة كذا وكأنهم ينتسبون إلى إيران ولا ينتسبون إلى البحرين، هم من أهل الخليج، فلماذا يخرجون عن الخليج! نحن نريد أن تكون المواطنة حقيقية».