بعد عمليات رصد وملاحقة استمرت لنحو عامين، أسقطت شرطة جدة شبكة من ثلاثة عرب أحدهم امرأة، كونوا عصابة سرقات في أحياء جدة. ونجحت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شل حركة الجناة وتوقيفهم. وكان اللص الشهير ب«مطيع» عمل على تنفيذ سرقات خلال فترات متباعدة، مستخدما أسلوب خلع الأبواب والنوافذ وتحطيمها بواسطة قواطع ومطارق خصصها لهذا الغرض، كما درج زعيم العصابة على استخدام هويات مزيفة بثلاثة أسماء لاستئجار المواقع التي يعتزم الاعتداء عليها. شكل مدير شرطة جدة اللواء علي محمد الغامدي فريق عمل ضم ضباطا من ذوي الكفاءة والخبرة في مجال مكافحة السرقات، عمل على تتبع كافة القضايا والحوادث التي تم تسجيلها، ومن بين الفريق الأمني ضباط من وحدة الأموال في شعبة التحريات والبحث الجنائي، عملوا جميعا في تجانس على مراجعة ودراسة كافة الجرائم والسرقات المتشابهة، وتوصل الفريق إلى أن الأسلوب المستخدم تم تسجيله في 30 جريمة سرقة شمالي وجنوبي جدة. وكشفت تحقيقات الفريق الأمني الأول أن الجاني درج على دخول المواقع المستهدفة عن طريق تحطيم الأقفال أو خلعها دون إحداث ضجيج أو ضوضاء، كما تأكد لديهم أن الجاني لا يعود إلى موقع سرقته بعد تنفيذها، ويختار المواقع التي تكون خالية من السكان. استمر تدفق المعلومات إلى الفرق الأمنية الثلاثة، مع وصول تقارير جديدة من متاجر للذهب والمجوهرات والإلكترونيات عن سلع مجهولة تعرض عليها من قبل امرأة عربية، وتم رصد المرأة وبرفقتها طفلتان وهي تعرض مجوهرات للبيع لدى أحد المحال وغادرت الموقع على عجل بعد استلام قيمة البيع. في الحال تحفظت السلطات الأمنية على سبعة من العاملين في متاجر الذهب والمجوهرات على خلفية شرائهم المجوهرات دون فواتير أو مستندات رسمية، وحصلت الجهات المختصة على معلومات عن البائعة وأوصافها، في حين أكدت تقارير خبراء الأدلة أن البصمة التي تم رصدها في عدة مواقع تعود لشخص واحد. إلى ذلك، شرع رجال التحقيق في وحدة الأموال في مراجعة كافة مكاتب العقار المنتشرة في آخر الأحياء التي شهدت تسجيل حادث سرقة؛ بهدف معرفة أحدث الساكنين. وتبين أن آخر السكان ثلاثة أشخاص، أولهم يعول أسرة كبيرة ومتقاعد، وأثبتت التحريات عدم وجود أية شبهات ضده، أما الثاني فهو طبيب عربي يعمل في مستوصف خاص وبرأته التحريات من التورط في السرقات. واصلت السلطات الأمنية البحث عن سيرة المستأجر الثالث «مطيع» وتبين أنه يستأجر شقة غالية الثمن في حي راق لا تتواءم مع طبيعة مهنته كعامل، وبمتابعته تم رصده أثناء صعوده إلى سيارة يقودها رجل من جنسيته، ولوحظ أنهما يدوران بسيارتهما في الأحياء ويراقبان سكانها. وخلصت التحريات الميدانية إلى أن الثنائي لهما علاقة بالجرائم المسجلة في أقسام الشرط. بعد رصد الاثنين واصلت الشرطة مراجعة المنازل التي استهدفها اللصوص ومنها شقق سكنية في شارع قريش، وبعد التدقيق في هويات المستأجرين تبين وجود هوية مصورة تخص المتهم مطيع ويحملها رجل يدعى محسن من الجنسية ذات، وتم التحفظ في الحال على الثنائي وبحوزتهما أدوات السرقة، حيث أدلى الأول باعترافات تفصيلية عن جرائمه مرشدا عن المرأة العربية التي كانت تقوم ببيع المسروقات في محال المجوهرات مؤكدا أنها شريكته، فيما كان السائق يعينه في تنقلاته. واعترف مطيع بالتورط في أكثر من 30 جريمة سرقة، وتطابقت كل البصمات التي تم تسجيلها بالوقائع المضبوطة. تابع العمل الأمني مدير شرطة جدة اللواء علي محمد الغامدي، وأشرف عليه مدير التحريات والبحث الجنائي العقيد محمد الخماش، فيما قاد فرقة مكافحة جرائم الأموال النقيب موفق الغامدي، وتولى العمل الميداني النقيب عبد الهادي الجهني وفرقته الميدانية . وأبلغ مدير شرطة جدة أن عدد الموقوفين على ذمة التحقيق ثلاثة؛ رجلان وامراة من جنسية عربية، مشيرا إلى أن الجهود الأمنية التي بذلت للإطاحة بالتشكيل العصابي كانت كبيرة. وقال الغامدي إن شعبة التحريات والبحث الجنائي تعد من أهم الجهات الأمنية العاملة في شرطة جدة، وتقدم جهودا كبيرة في مجال مكافحة الجريمة.