أظهرت دراسة حديثة أن الأطفال الرضع ذو الأوزان الثقيلة يواجهون مخاطر الإصابة بالبدانة، الأمر الذي يناقض الاعتقاد السائد بين عامة الناس بأن الوزن الكبير للرضع من إحدى علامات النمو والصحة. وأشارت الدراسة إلى أن زيادة الوزن بشكل ملحوظ قد تعطي مؤشراً خطيراً للبدانة في مراحل الطفولة الأولى، إضافة إلى أن الأطفال الرضع الذين يتمتعون بوزن كبير في عمر 9 أشهر ربما يصبحون ضمن أكثر الأطفال وزناً عند سن العامين. ويقول كاتب الدراسة "بريان موس" من جامعة واين بدترويت : "بالتأكيد نحن لا نجزم بأن الأطفال الذين يتمتعون بوزن زائد سيصبحون من البدناء عند بلوغهم سن الرشد، إلا أننا عثرنا على أدلة تؤكد أن الطفل الذي يكون ذا وزن زائد عند تسعة أشهر قد يعاني بدانة في مرحلة تالية من الطفولة". ونظراً إلى عدم وجود مقياس متفق عليه للبدانة عند الصغار، فإن موس وزملاءه في فريق البحث اتفقوا على أن الصغار يواجهون خطر البدانة إذا ما تراوحت أوزانهم بين 85 و95 مئوياً على مقياس النمو، حيث قام الباحثون بتتبع بيانات حوالي 7500 طفل عند سن التسعة أشهر وعامين ممن ولدوا عام 2001 وتوصلوا إلى أن حوالي 32% من الأطفال إما يواجهون مخاطر الإصابة بالبدانة أو أنهم بدناء بالفعل عند سن التسعة أشهر، وأن 34% يواجهون مخاطر السمنة أو صاروا يعانون السمنة عند سن العامين. كما أن 44% من الأطفال الذين تطابقت حالتهم مع تعريف الدراسة بمن هو البدين ظلوا بدناء عند سن العامين. بل إن النسبة الكلية للأطفال الذي صنفوا بالبدناء زادت من 17% عند سن التسعة أشهر إلى 20% عند سن العامين. كما وجد الباحثون في دراسة نشرتها الجريدة الأمريكية لتعزيز الصحة لعام 2011، أن الأطفال الأكثر عرضة للبدانة ينتمون لأصول لاتينية وإسبانية، وينتمي 40% منهم لأسر ذات دخل منخفض، بالمقارنة ب 27% من الأطفال الذين ينتمون لأسر ذات دخل مرتفع. وبالرغم من أن الأطفال الذين لديهم وزن زائد قد يكبرون ليعانوا السمنة في مراحل متقدمة من طفولتهم إلا أنه لا أحد يقترح وضع نظام غذائي لتقليل الوزن لديهم. وتعلق خبيرة سمنة الأطفال "جويس لي" من جامعة ميتشيغان قائلة إنه لا أحد يمتلك الحق بمنع الطفل من الرضاعة أو التقليل منها سواء كانت طبيعية أم تعتمد على الألبان البديلة، إلا أنه بمجرد أن يبدأ الطفل في تناول أطعمة أخرى غير اللبن يجب على الأبوين اختيار الغذاء الصحي لأطفالهم. وأضافت "أنه أصبح يقدم اليوم للأطفال طعام سريع غير صحي في سن مبكرة جداً. فأنا أعرف أطفالا في سن 9 أشهر يتناولون البطاطس المقلية". وأكدت ضرورة تجنب مثل تلك الأطعمة واستبدالها بالفاكهة والخضروات، ما يمكن أن يكون له أبلغ الأثر في تحسن وزن الأطفال. وقالت: "لا يمكننا مطالبة أطفال في سن تسعة أشهر أو عامين بتناول أطعمة صحية وممارسة التمارين ولكن يمكننا تقديم الطعام الصحي المناسب لهم".