كسر أطفال المنطقة الشرقية، «حاجز البدانة»، وحمل ربعهم لقب «بدين». فيما يمكن وصف 40 في المئة منهم بذوي الوزن «الثقيل»، أو ممن يعانون من «زيادة الوزن». وفيما أشارت إحصاءات إلى زيادة معدلات بدانة الأطفال، في السنوات الخمس الماضية، دق أطباء «ناقوس الخطر»، مطالبين باتخاذ إجراءات وقائية لحماية صحة الطفل، واتهموا «عناصر وراثية، وسلوكيات خاطئة من قبل الأطفال، إضافة إلى قلة الحركة». ويأتي على رأس قائمة المتهمين «الوجبات غير الصحية، والميل إلى الحياة الهادئة والخاملة». وكانت أولى النصائح «ممارسة الرياضة». وأظهرت نتائج دراسة أجراها مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني في القطاع الشرقي، وجود 40 في المئة من الطلاب والطالبات، ممن يعانون من زيادة الوزن، فيما يعاني 14 في المئة من «سمنة من الدرجة الأولى، أو الثانية». وأوضح استشاري أمراض السكري والغدد الصماء عند الأطفال الدكتور أيمن العقاد، أن «بدانة الأطفال بوابة، إلى الإصابة بأمراض عدة، عند البلوغ وفي الكبر. وأبرزها السكري، وأمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية»، محذراً من أن «معظم الأطفال البدناء، يظلون بدناء إلى سنوات لاحقة». وقال: «إن دراسة حديثة، خلصت إلى أن 80 في المئة من الأطفال البدناء، ممن تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 15 سنة، استمروا بدناء، حتى بلغوا 25 سنة. فيما أشارت دراسة أخرى إلى أن 25 في المئة من البدناء البالغين كانوا في صغرهم كذلك». وبين العقاد، أن «تمييز الطفل البدين، يتم بحساب مشعر البدانة، الذي يعمل على تقسيم الوزن على مربع الطول. ويعتبر من أفضل الطرق، لقياس معدل البدانة، في فترة زمنية معينة، مع مراعاة السن والجنس». وأشار إلى العوامل المساعدة لحدوث البدانة، مثل: «زيادة الطاقة المتناولة على المنصرفة من الجسم»، موضحاً أن «الجسم يخزن الطاقة على شكل دهون. كما أن من مسبباتها الوراثة، والعوامل الخارجية، والسلوكيات الخاطئة، مثل: قلة الحركة، وتناول الوجبات غير الصحية المصحوبة بالمشروبات الغازية والعصائر، والغنية بالسكر والدهون والسعرات الحرارية، وتنتج البدانة عن تفاعل هذه العوامل كلها». وأوضحت دراسة أن الأطفال «أصبحوا يميلون إلى الحياة الهادئة الخاملة، وتناقص معدل ممارستهم التمارين الرياضية بنحو 14 في المئة، في السنوات العشر الأخيرة، مفضلين الجلوس أوقاتًا طويلة أمام التلفزيون والحاسب الآلي، ويصاحب ذلك تناول المأكولات غير الصحية». واتهمت الدراسة الإعلانات التجارية ب «خلق حال من التعلق بالأطعمة غير الصحية»، موضحة أن «الطفل يتعرض سنويا لمشاهدة 10 آلاف دعاية لأطعمة غير صحية». ونصح العقاد، للحد من بدانة الأطفال ب «ممارسة التمارين الرياضية، لتخفيف ضغط الدم، إضافة إلى وضع سلوكيات صحية، للحد من تناول الوجبات الجاهزة، والأطعمة الدسمة والمياه الغازية والعصائر المحلاة بالسكر»، مؤكداً على أن يكون الأهل «مثلاً يُحتذى به في هذه الأمور». وانضم المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج، إلى قائمة المحذرين من بدانة الأطفال. وقال: «إن أطفال المنطقة الشرقية هم الأكثر إصابة بالسمنة، بحسب دراسة أجريت على 2589 طفلاً، أظهرت أن 11 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة وثلاث سنوات مصابون بالسمنة». وأبان العرفج، أنه «يعاني من السمنة 21 في المئة من الأطفال بين أربع إلى ثماني سنوات، ونسبة 14 في المئة من الأطفال بين 9 إلى 13 سنة، و54 في المئة للفئة العمرية من 14 إلى 18 سنة»، مؤكداً على «خطورة الموقف، الذي يوجب تحركاً من جهات عدة، للحد من خطورة السمنة». وشدد على أهمية «توعية المجتمع بخطورة السمنة، التي تحتل المرتبة السادسة بين العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض حول العالم، وبخاصة بعد أن وصل عدد الأطفال الأقل من خمس سنوات المصابين بالسمنة، إلى 22 مليون طفل على مستوى العالم».